| على هامش الرحلة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:26 pm | |
| تابع ما سبق
إن دور البشر في أمر هذا الخلق لا يزيد على أن يُوْدِع الرجل ما يُمْني رحم المرأة، ثم ينقطع عمله وعملها، وتأخذ يد القدرة الإلهية في العمل وحدها في هذا الماء المهين، تعمل وحدها في خلقه وتنميته، وبناء هيكله، ونفخ الروح فيه، حتى يكون خلقاً آخر، حتى يكون بشراً سوياً له سمع وبصر، وقلب وروح، وعقل وإدراك، ورأس ولسان، وأيد وأقدام. يأكل ويشرب .. ويضحك ويبكي .. ويقوم ويقعد .. وينام ويستيقظ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)} [المؤمنون: 12 - 16]. هذه هي البداية، أما النهاية فهي الموت الذي ينتهي إليه كل حي، إنه قدر الله، ومن ثم لا يفلت منه أحد، وهو حلقة في سلسلة النشأة التي لا بدَّ أن تتكامل: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)} [الواقعة: 60 - 62]. والله الذي قدر الموت هو الذي قدر الحياة، قدّر الموت على أن ينشئ أمثال من يموتون، حتى يأتي الأجل المضروب لهذه الحياة الدنيا، فإذا انتهت عند الأجل الذي سماه كانت النشأة الأخرى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)} [العنكبوت: 20]. والله سبحانه القادر على كل شيء، وله القدرة المطلقة التي لا تتقيد بقيد، وهذه حقيقة يطبعها القرآن في قلب المؤمن، فيعرفها ويتأثر بمدلولها، ويعلم أنه حين يركن إلى ربه، فإنما يركن إلى قادر يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)} ... [الحج: 6 - 7]. فعلى الإنسان أن يستعد للموت ويكثر من ذكره، والاستعداد للموت يكون المحرمات. وعلى المسلم أن يتذكر دائماً أن الموت فيه فراق العمل والحرث للآخرة، لا على أنه فراق للأهل والأحباب ولذات الدنيا، فهذه نظرة قاصرة تزيده حسرة وألماً. أما النظرة الأولى: فتبعثه ليستعد ويزيد في عمل الآخرة، والإقبال على الله. والمسلم لا يتمنى الموت، إن كان محسناً لعله أن يزداد إحساناً، وإن كان مسيئاً لعله أن يتوب. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّياً لِلْمَوْتِ فَلْيَقُل: اللَّهُمَّ أحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لِي» متفق عليه (1). وحياة الإنسان خطوات إلى الآخرة، وأنفاس معدودة منصرمة، كل نَفَس منها يقابله آلاف الآلاف من السنين في دار البقاء. والعبد منساق بزمنه إلى دار النعيم أو إلى دار الجحيم، وبقاؤه في الدنيا كساعة من النهار، فما أولى العاقل أن لا يصرف منها نَفَساً، إلا في أحب الأمور إلى الله، فلو صرفه فيما يحبه وترك الأحب لكان مفرطاً، فكيف إذا صرفه فيما لا ينفعه؟ وكيف إذا صرفه فيما يمقته عليه ربه؟. وسيُسأل كل إنسان عما قدم وأخر .. وعن كل طاعة عملها .. وعن كل معصية فعلها .. وعن كل فاحشة اقترفها. وسيرجع الناس إلى ربهم يوم القيامة، وسيحاسبهم على كل ما عملوه .. وكل ما أسروه وأعلنوه .. وكل ما جمعوه وفرقوه .. وكل ما حفظوه وضيعوه كما قال سبحانه: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)} [الغاشية: 25 - 26].
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:26 pm | |
| روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ما من يوم إلا وملكان يناديان : يا أهل الدنيا ولدتم للموت وتبنون للخراب وأنتم محاسبون ومعذبون عند ربكم ) | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:27 pm | |
| يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات؛ حيث يسرق منّا الفرحة والسّعادة، ويقلب حياتنا رأساً على عقب، يخطف منّا أحبّتنا، ويفرّق جمعنا، ويُخيّم على قلوبنا الأحزان. يأتي الموت فيصبح القمر بعد فقدان الأحبّة مُعتماً، والشّمس مظلمة، وتصبح حياتنا صحراء قاحلةً بلا أزهار ولا ملامح ولا ألوان، عندما يرحل الأحبّة لا نصدّق أنّهم لم يعودوا موجودين في عالمنا، لا نصدّق ولا نريد أن نصدّق أنّهم رحلوا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم، فكم هي مريرةٌ لوعة الأشواق إليهم، وكم هي باردة وكئيبة ليالي العمر دون دفئهم وحنانهم الذي كان يغمرنا. الموت، تلك الكلمة التي تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني الحزينة، والألم على فراق الأحبّة، فإنّ الموت لا يستأذن أحداً، ولا يجامل أحداً، وليس له إنذار مبكّر؛ | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:27 pm | |
| النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت أن السّعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلّا التي كان قبل الموت بانيها فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:27 pm | |
| نمر السحيمي شاعر يصف الموت
جاني وا=أنا في وسط ربعي وناسي جاني نشلني مثل ما ينشل النّـــاس منّي نشل روح تشيل المآســـــــي تشكي من أيام الشّقى تشكي اليـأس أثر الألم في سكرة المـــوت قاسي ما هالني مثله وأنا إنسان حـــسّاس جابوا كفن أبيض مقاسه مقاســــي ولفوا به الجسم المحنّط مع الـرأس وشالوني أربع بالنعش ومتواســي عليه ومغطّى على جسمي لبـــاس وصلّوا عليّ وكلــــــهم في مــآسي ربعي ومعهم ناس من كل الأجناس يا كيف سوا عقبنا تاج رأســــــــي وأمي الحبيبة وش سوّى بها اليأس اسمع صدى صوت يهز الرّواسي قولولها لا تلطـــم الخــدّ يا ناس قولولها حق وتجرّعت كأســـــــي لا تحترق كلّ يبي يجرع الكـــــأس أصبحت في قبري ولا به مواسي وأسمع قريع نعولهم يوم تـــــنداس من يوم قــــــفوا حلّ موثق لباسي وعلى رد الرّوح صوت بالأجراس هـيكل غريب وقال ليه التّــــــناسي صوته رهيب وخلفه اثنين حـــرّاس وقف وقال إن كنــت يا نـمر نـاسي هاذي هي أعمالك تقدم بكـــــرّاس ومن هول ما شفته وقف شعر رأسـي وانهارت أعصابي ولا أردّ الأنـفاس | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:28 pm | |
| نعلل بالدواء إذا مرضنا فهل يشفي من الموت الدواء ونختار الطبيب فهل طبيب يؤخر ما يقدمه القضاء وما أنفاسنا إلا حساب ولا حسراتنا إلا فناء | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:28 pm | |
| أأمل أن أحيا وفي كل ساعةٍ تمر بي الموتى تهز نعوشها وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي بقايا ليالٍ في الزمان أعيشها | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:31 pm | |
| من خطبة يوم الجمعة ( الاستعداد للموت )
الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله: اعلموا أن هذه الحياة أنفاس معدودة في أماكن محدوده بآجال معلومة وأرزاق مقسومة، قال تعالى: ﴿ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ﴾ فاعلموا عباد الله إنه لن يُعمَر أحدٌ على وجه هذه الأرض، فكم من أُممٌ عاشت مئات السنين على هذه الأرض فأين هم وأين أجدادنا لقد ماتوا وأنقضت أعمارهم، فالأعمار عباد الله محدودة. فاعلموا يا رعاكم الله أن الموت مهلك العباد، وموحش البلاد، وميتم الأولاد، ومُذل الجبابرة الشداد، لا يعرف الصغير ولا يميز بين الوضيع والوزير، سيوفه على العباد مصلتة، ورماحه على صدورهم مشرعة، وسهامه لا تطيش عن الأفئدة. واعلمو أن الموت هو مفارقة الروح الجسد، وإنه انتقال من حال إلى حال ومن دار إلى دار، ولقد سمى الله الموت في كتابه مصيبة كما قال جل في علاه: ﴿ إن أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾ نعم الموت مصيبة لكن المصيبة الأعظم هي الغفلة عن الموت عدم تذكر الموت عدم الاستعداد للموت، لقد أوعضنا النبي صلى الله عليه وسلم بموعظة من أبلغ مواعظه تلين القلوب وتدعو إلى المحاسبة وتذكرنا بالآخرة فقال صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا من ذكر هاذم اللذات)) نعم أيها الغالي يوم غفلنا عن الموت وسكرته والقبر وظلمته والسؤال وشدته ويوم القيامة وكرباته والصراط وحدته، يوم غفلنا عن هذه الأشياء قست القلوب وظهر الفساد في البر والبحر، فاعلمو عباد الله إن من كان للموت ذاكراً كان للموت مستعداً، قال أبو علي الدقاق (من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاث أكرم بتعجيل التوبة ونشاط في العبادة وقناعة في القلب، ومن نسي الموت عوقب بثلاث تسويف في التوبة وكسل في العبادة وعدم القناعة في القلب)، وذكر الموت يقلل كل كثير ويكثر كل قليل، ويزهد في الدنيا، ويعين على العمل الصالح والإكثار من ذكر الله هو سبيل المؤمنين وعباد الله المتقين. كان الحسن بن يسار كثيراً ما يقول: "يا ابن آدم! نطفة بالأمس، وجيفة غداً، والبلى فيما بين ذلك يمسح جبينك كأن الأمر يعني به غيرك،إن الصحيح من لم تمرضه القلوب، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا، وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا، وإن أنسى النّاس للآخرة أكثرهم ذكراً للدنيا، وإنّ أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر، وإن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه، وإنّ العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب". إذاً يا رعاك الله مما يرقق القلوب التفكر في الموت وفي أحواله وفي القبر وظلماته، فبالله عليك أخي هل تفكرت يوماً وأنت تخرج في الصباح أنك لن ترجع إلى بيتك مرة ثانية، هل تفكرت أن هذا اليوم هو آخر يومٍ لك في الحياة، هل إذا أتاك ملك الموت في هذا اليوم أنت راض عن نفسك، هل أنت راضٍ عن عملك الذي ستقابل به ربك؟ هل تخيلت حالك قبيل الموت كيف تكون؟ هل تخيلت أنفاسك الأخيرة على أي حال ستنقضي وهل ستكون ممن يحبون القدوم على ربهم أم ستكون كالعبد الآبق يطلب الرجعة؟ فيا أخي أنت الآن في مهلة فاغتنم فرصة العمل قبل انقضاء الأجل، فوالله لا ينفعك أن تقول: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾ فلا تغفل أيها الغالي عن الموت فإنه ليس له مكان معين، ولا زمن معين، ولا سبب معين، ولا عمر معين يأتيكم بغته وأنتم لا تشعرون ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾. عباد الله:
إن الناس عند الموت على حالين إما محبٌ للقاء الله فيحب الله لقائه، وإما كارهٌ للقاء الله فيكره الله لقائه، قالت عائشة يا رسول الله كلنا يكره الموت قال: ((لا يا عائشة ليس ذاك لكن هو العبد الصالح - العبد المستقيم – عند سكرات الموت تأتيه ملائكة الرحمن تبشره بروح وريحان ورب راضي غير غضبان فيفرح بلقاء الله فيفرح الله بلقائه، أما العبد العاصي – العبد الغافل – فتأتيه ملائكة الرحمن تبشره بسخط وعذاب من الله فيكره لقاءِ الله فيكره الله لقائه)). فاستعدوا للموت عباد الله قبل أن يفاجئكم، قال أبو الدرداء رضي الله عنه وهو يحتضر: (ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا؟ ثم بكى فقالت له امرأته: أتبكي وقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ومالي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي)، وبكى أبي هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له ما يبكيك فقال: (أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أصبحت في صعودٍ مهبط على جنة أو نار ولا أدري أيهما يأخذ بي). فتخيل يا عبد الله نفسك وأنت على فراش الموت تعاني مرارة الموت، وتخيل ممشاك إلى القبر، وتخيل مبيتك فيه وحيداً فريداً في حفرة ضيقة مظلمة مغلقة محكمة، تخيل أول ليلة تبيتها وأول نزلة تنزلها وأول سؤال تسمعه في القبرمن ربك ما دينك ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم، تخيل ذلك وتخيل حالك كيف سيكون حينها، عن أنس رضي الله عنه قال: (ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن أول يوم يجيئك البشير من الله تعالى إما برضاه وإما بسخطه، ويوم تعرض فيه على ربك آخذ كتابك إما بيمينك أو بشمالك، وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة). فاعلم أخي أن الموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأجلب للكربات والمفرق للجماعات، فإن أمراً يا رعاك الله يفرق أعضائك ويقطع أوصالك ويهدم أركانك لهو الأمر العظيم والخطب الجسيم. فيا أيها الناس:
قد آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن ينتبه من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه وقبل سكون حركاته وخمود أنفاسه وقبل رحلته إلى قبره وخلوده بين أرماسه. فمثل لنفسك يا مغرور فمثل يا رعاك الله وقد حلت بك السكرات ونزل بك الأنين والغمرات والناس من حولك مجتمعون تسمع كلامهم وتريد أن تكلمهم فلا تستطيع، فخيل لنفسك يا ابن آدم إذا أخذت من فراشك إلى لوح مغتسلك فغسلك المغسل وأنت جثة هامدة لا حركة ولا نفس وألبست الأكفان وأوحش منك الأهل والجيران وبكت عليك الأصحاب والإخوان وصلو عليك صلاة لا ركوع ولا سجود لها وحملوك إلى القبر وأنزلوك فيه وأدخلوك في ذلك اللحد الضيق المضلم ثم هلو عليك التراب وانصرفوا عنك وتركوك وحيداً، لا صديق ولا قريب الكل سينصرف عنك حينها ولا يبقى معك إلا ما قدمت من عمل، فتخيل ذلك وتخيل جلوسك لسؤال وما جوابك لهذا السؤال.
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:31 pm | |
| جاء عبد الله بن عباس فقال: "يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقتلت شهيداً ولم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض"، فقال له: "أعد مقالتك" فأعاد عليه، فقال: "المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع"، وقال عبد الله بن عمر: "كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه". فقال: "ضع رأسي على الأرض". فقلت: "ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!" فقال: "لا أم لك، ضعه على الأرض". فقال عبد الله: "فوضعته على الأرض". فقال: "ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عزّ وجلّ". | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:31 pm | |
| أما عثمان بن عفان رضي الله عنه قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيل على لحيته: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم إني أستعذيك وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي"، ولما أستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقاً مقفلاً. ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوباً عليها (هذه وصية عثمان): بسم الله الرحمن الرحيم عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق. وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد. عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله . | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:32 pm | |
| قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال لي ضع رأسي على الأرض قال فقلت وما عليك كان على فخذي أم على الأرض قال ضعه على الأرض قال فوضعته على الأرض فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي . | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:32 pm | |
| لو كان الموت يصنع شيئاً لوقف مد الحياة، ولكنّه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، من قوة الله الحي تنبثق الحياة وتنداح. | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:32 pm | |
| إنّ الطـبـيـــــب بطبــّه و دوائــه لا يستطيع دفاع نحب قد أتى ما للطّبيب يموت بالدّاء الـــــذي قد أبرأ مثــــــــــــله فيما مضى مات المداوي و المداوى والدي جلب الدواء أو باعه أو اشترى أسلمني الأهل بطن الـــــثرى وانصرفوا عنّي فيا وحشتا وغادروني معدوماً بائســــاً مـــا بيدي اليـــــوم إلا البُكا وكل ما كان كأن لم يكـــــــن وكل ما حذّرته قــــــــد أتى وذا كم الجموع والمقتنى قد صار في كفّي مثل الــهبا ولما جد لي مؤنسا ها هــنا غير مجور موبق أو فاســـق فلو تراني و ترى حالتــــــي بكيت لي يا صاح ممّـــا ترى
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:33 pm | |
| عجبت للإنسان في فخره وهــــو غداً في قبره يُقبر ما بال مـــن أوّلـه نـطفـة وجيفــــة آخـــره يفــجــر أصبح لا يملك تقديم مـــا يرجو ولا تأخير مـا يحذر وأصبح الأمر إلى غيره فيكلّ ما يقضى و ما يقدر
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:34 pm | |
| تذكر طول العمر للمؤمن الذي يعمل صالحاً خير له من الموت .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله ) رواه أحمد والترمذي (110) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لمن طال عمره وحسن عمله ) رواه الطبراني وأبو نعيم ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3928) . اللهم اجعلني وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:34 pm | |
| وروى أحمد (8195) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَجُلَانِ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً . قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ ! وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً ! صَلاةَ السَّنَةِ ) . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2591) . وقال العجلوني في "كشف الخفاء" : إسناده حسن . | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:34 pm | |
| جاء في الحديث صحيح: في أثناء الوفاة للرسول صلى الله عليه وسلم، شعر بسكرات الموت، وقال: آه إن للموت لسكرات، وطلب من ملك الموت أن يرفق به، فنزل عليه ملك من السماء وقال: يا محمد إن السلام يقرئك السلام، ويقول لك: إنه خفف عنك بضعاً وعشرين سكرة، وكل سكرة كتقطيع السيوف، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصارع الموت: اللهم شدد علي سكرات الموت وخفف عن أمتي، وأعادها ثلاثاً. آمين يا رب العالمين
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:35 pm | |
| روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حضرته الوفاة كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده. | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:35 pm | |
| وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكًا شديدًا، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت: بأن لك أجرين؟ قال: نعم. ثم قال: ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حطَّ الله عز وجل عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها. وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه، فقالت فاطمة -عليها السلام-: واكرب أباه. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربًا دعاه، يا أبتاه في جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة - عليها السلام - : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب. أما ما ذكره السائل من طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ملك الموت أن يرفق به فلم نقف عليه في شيء من كتب السنة الكثيرة، وما نظن أنه ثابت، إذ لو ثبت لنقل من وجه ما، فإن توفر الدواعي إلى نقله كثيرة، ومما يبعد احتمال ثبوته أنه لا وسيلة لنقل الغيب إلا ما ثبت عن طريقه صلى الله عليه وسلم، ومن كان مكابدًا سكرات الموت ليس فارغ البال حتى يقص على الناس ما جرى بينه وبين ملك الموت. والله أعلم.
| |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:35 pm | |
| كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت قال: (استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ) | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:36 pm | |
| قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنزلٍ من مَنازلِ الآخرةِ، فإن نجا منهُ فما بعدَهُ أيسرُ منهُ، وإن لم ينجُ منهُ فما بعدَهُ أشدُّ منهُ)، وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما رأيتُ مَنظرًا قطُّ إلَّا القبرُ أفظعُ منهُ) | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:36 pm | |
| قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولقَدْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّكُمْ تُفْتَنُونَ في القُبُورِ). | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:36 pm | |
| ينبغي ألّا ننسى ميتنا من الدعاء ، فه بأمس الحاجة لدعائنا وسؤال الرحمة له .. اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِ من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقِهِ فتنة القبر وعذاب النار, آمين يا رب العالمين | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:38 pm | |
| مراحل الموت
يروى أن للموت ست مراحل أو يمر الميت بست مراحل وهي ..
تسمى المرحلة الأولى من هذه المراحل الستة بيوم الموت. وهذا هو اليوم الذي ستأتي فيه نهاية الإنسان ، وتنتهي حياته ، ويأمر الله الملائكة في السماء أن يذهبوا إلى الأرض ليأخذوا روحه ، حتى يهيئوا الإنسان للقاء ربه. مع الأسف، لا أحد يعرف شيء عن هذا اليوم ، وحتى عندما يأتي ذلك اليوم ، لا يدرك الإنسان انه يوم وفاته. و على الرغم من عدم ادارك الإنسان لهذا الأمر لكنه يشعر بتغييرات في جسده. على سبيل المثال ، ينشرح صدر المؤمن في ذلك اليوم ويغمره السعادة المفرطة ، على العكس الإنسان الذي ارتكب الأعمال السيئة يشعر بضغط كبير في صدره وقلبه. في هذه المرحلة ، ترى الشياطين والعفاريت نزول الملائكة ، لكن الإنسان لا يستطيع رؤيتهم. هذه الخطوة موصوفة في القرآن الكريم على النحو التالي: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ..﴾ (سورة البقرة - الآیة ۲۸۱). ثم يأتي دور المرحلة الثانية ، وهو اخذ الروح بالصورة التدريجية. تبدأ هذه المرحلة من باطن القدم حتى صعود الروح لترتفع فوق الساقين والركبتين والقدمين ، فوق البطن ، السرة ، والصدر ، لتصل الى منطقة في جسم الإنسان تسمى "التراقي". هنا يشعر الشخص بالتعب والدوار ، ويشعر بأنه تحت ضغط وغير قادر على الوقوف. قوته الجسدية تتناقص ولا يزال لا يعرف أن روحه تخرج من جسده. حتى نصل الى المرحلة الثالثة. تسمى هذه المرحلة بالتراقي. تم ذكر هذه المرحلة في القرآن الكريم. ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)﴾ (سورة القیامة). التراقي عبارة عن عظمان تحت الحلق تمتد إلى الكتفين. "وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ" ، ويقال أن من سيحمل روحه ويقبضها. وبعبارة أخرى ، من يريد أن يأخذ روحي، هل ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب المجمتمعين قربه، من راق یعني من الذي یرقیه. وترى اقاربه من يقول لنستدعي الطبيب و الثاني يقول لنتصل بالأسعاف ، والآخر يقول لنقرأ القرآن عليه. وسط هذه الاجواء لا يزال يأمل في العودة إلى الحياة ولا يزال لا يعتقد أن روحه تغادر جسده. (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ) الى الآن لم يتيقن بالموت . لا يزال يكافح من أجل البقاء ، لكن يقول الله تعالى (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)، لقد انتهى الأمر خرج الروح من الساقين لكن يقول الله تعالى (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)، لقد انتهى الأمر خرج الروح من الساقين و لم يعد يستطيع تحريكهما. خرج الروح من الجسد و وصل الى التراقي "كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ" ( سورة القیامة - الآیة ٢٦). ثم تأتي المرحلة الرابعة التي تسمى مرحلة "الحلقوم". هذه هي المرحلة الأخيرة من الموت وهي صعبة للغاية بالنسبة للإنسان والسبب في ذلك أنه تتم إزالة الحجاب والستارة من امام عينيه ويرى الملائكة الحاضرين من حوله. تبدأ مرحلة رؤية الآخرة من هنا. ﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ ( سورة - ق - الآیة ۲۲). لهذا السبب سميت هذه المرحلة بالحلقوم . لماذا ؟ وذلك لقول الله تعالى: { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُوم (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) } ( سورة الواقعة) يخاطب الله الأشخاص الموجودين حوله، أنتم في مكان ما وهو في مكان آخر. انتم ترون شيئا هو يرى شيئا آخر. إنه يرى رحمة الله ، أو العياذ بالله يرى غضبه وعذابه ان كان مذنبا. لذا تروه يحدق في مكان معين ونقطة معينة ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ) . انه من أصعب المراحل عند قبض روح الأنسان. لأنه يجد وعود الله حقيقية ويفهم الله بكل كيانه، يرى الملائكة ويجد كل أعماله في الحياة تمر أمام عينيه.عند هذه النقطة يحدث "فتنة الممات". الفتنة التي يدخل فيها الشيطان ويخلق الشك في الإنسان تجاه معتقداته. الشك بالله ، بالنبي ، بالدين ، بالقرآن ، وما إلى ذلك ، ويحاول بكل قوته أن يجعل الأنسان يخرج من الدنيا وهو كافر. هنا الشيطان مقتنع بأنها اللحظات الأخيرة لهذا الإنسان ويرى ملك الموت يقترب منه ، لذلك يبذل جهوده الأخيرة لإحداث الضربة النهائية ضربته أقوى من أي وقت مضى. لذلك أخبرنا القرآن أن نلجأ إلى الله من فتنة الممات. ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ(۹۷) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ(۹۸)﴾ (سورة المؤمنون). لهذا السبب قال النبي الاكرم ( صل الله عليه واله وسلم): "مَن عاش على شيء مات عليه". اذا عشت حياتك من اجل الاسلام و محبة الله سبحانه و تعالى و النبي (ص) واهل أمته ( الصحابة) فسوف تخرج من الدنيا على هذا الحال . هنا ، عندما يأتي الوقت الأخير من الموت ، يظهر الشيطان للشخص المحتضر على هيئة أحد أقاربه ، الذي مات سابقاً ، وهو يصرخ بصوتٍ عال أنا مت قبلك و الأسلام ليس دين الحق و النبي لم يأتي بدين الحق و سوف يقول لك اكفر بكل شيء، دليل هذا المشهد في القرآن موجود في هذه الآية: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ ( سورة الحشر - الآية ١٦). هذا هو المكان الذي تأتي فيه المرحلة الخامسة. المرحلة التي يدخل فيها ملك الموت (عليه السلام) ، وفي هذه المرحلة يفهم الإنسان تمامًا ما إذا كان من أهل الرحمة أو من أهل العذاب. عند هذه المرحلة ، يرى نتيجة أعماله. ويطلع على مصيره. وقد وصف نبي الرحمة هذه المرحلة بالتفصيل. خاصة لأولئك الذين ارتكبوا العديد من الذنوب و المعاصي ولم يتوبوا والتقوا بالله بحمل من المعاصي والذنوب. يقول الله تعالى:﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾ ( سورة النازعات - الآية ۱) . هناك قول للنبي بأن مجموعة من الملائكة في الجحيم ، هيؤا كفناً من النار ويقبضون روح الأنسان العاصي بشكل مؤلم. نزع الروح بغلظه . فيما يتعلق بصعوبة هذه المرحلة جاء في القرآن الكريم: ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ ( سورة محمد - الآیة ۲۷). بعد هذه المرحلة نصل الى المرحلة النهائيه وهي المرحلة السادسة. في هذه المرحلة يدخل ملك الموت حيث اصبح روح الأنسان متهيأ ووصل الى اعلى نقطة ممكنة و عبر مرحلة التراقي و استقر روحه في فمه و انفه وهو مستعد للخروج والتسليم إلى ملك الموت (عليه السلام). اذا كان الإنسان عاصي يقول له: یا ایتها اللروح الخبیثة اخرجی الی نار و نیران و رب منتقم غضبان. هنا يصبح الوجه الباطني للإنسان أسود ويصرخ : ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ ( سورة المؤمنون - الآیة ۹۹) . ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ﴾ ( سورة المؤمنون- الآية ١٠٠). لأنني لم اعمل صالحا في حياتي. لكنه يواجه صوت حضرة الحق الذي يخاطبه: ﴿كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ ( سورة المؤمنون- الآية ١٠٠). و هنا يقول تعالى : ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ ( سورة ق - الآية ١٩). ماذا تعني سكرة الموت؟ أي أنه تم قفل كل شيء. جميع أجهزة وأعضاء الجسم مغلقة ومقفلة، ولا توجد فرصة للحركة. ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ، هذه هي اللحظة التي هربت منها طوال حياتك. ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ ( سورة الجمعة - الآية ٨) الكلمة الأخيرة سئل مفسر قرآن لماذا نخاف الموت ؟ فاجاب قائلا : لانکم عمرتم الدنیا و خربتم الآخرة . منقول اقول ان حتى بعد الموت هناك أمل بالأعمال الصالحة فقد قال الرسول الكريم ص إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جعلنا الله وإياكم من الذين لاينقطع عملنا في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين ص (27) من الرحلة | |
|
| |
Admin Admin
المساهمات : 1322 تاريخ التسجيل : 31/01/2022
| موضوع: رد: على هامش الرحلة الإثنين يناير 31, 2022 11:57 pm | |
| عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه فقال له : زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسدٍ خاوٍ موعظة بليغة وصلّ على الجنائز .. لعل ذلك أن يحزنك .. فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير
رواه الحاكم .. وقال : رواه الثقات والحديث صحيح
| |
|
| |
| على هامش الرحلة | |
|