منتديات جفرا الثقافية والأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات جفرا الثقافية والأدبية

منتدى خاص ديني أدبي ثقافي تربوي إعلامي
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 على هامش الرحلة

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:14 pm

= يروى أن سعيد بن المسيب دخل يوما مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجعل يلتفت في أركان المسجد
يتفكر فيمن أدرك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ثم بكى وأنشد :

ألا ذهب الحماة وأسلموني ***فوا أسفا على فقد الحماة

فأجابه هاتف من ركن المسجد بصوت محزون
ومن كبد مشجون وهو يقول :

فدع عنك الثقاة فقد تولوا *** ونفسك فابكها حين الممات

فكل جماعة لا بد يوما *** يفرق بينهم وقع الشتات

فقال سعيد : من أنت فقد زدتني حزنا على حزن ؟
فقال : أنا من مؤمني الجن كنا في هذا المسجد سبعين رجلا

فأتى الموت على جماعتنا كما أتى على جماعتك
ولم يبق منهم غيري كما لم يبق غيرك من الانس
وانا بهم لاحقون
فانا لله وانا اليه راجعون

جرت الرياح على جميع ديارهم*** فكأنما كانوا على ميعاد
فأرى النعيم وكل ما يلهى به*** يوما يضير الى بلى ونفاد


فاذكروا الموت في كل ساعة .. لا أحد منا يعرف متى يأتي
يرحمني ويرحمكم الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:14 pm

الموت حق أين لي منه المفر


وجنة الفردوس خير المستقر


هذا قتالي فاشهدوا يا من حضر


وكل هذا في رضا رب البشر


أذكروا الموت في كل لحظة .. يرحمني ويرحمكم الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:15 pm

قال عطاء الخراساني:

لما مات آدم (ع)بكت الخلائق عليه سبع أيام. رواه ابن عساكر
فلما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده(( شيث عليه السلام)) وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في «صحيحه»، عن أبي ذر مرفوعاً أنزل عليه خمسون صحيفة. فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن والحصون الكبار، وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقاً من مردة الجن والغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة. فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام على المشهور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:15 pm

أخي .. أختي
تعالوا بنا نتذكر :
الوجوه التي عرفناها .. الكلمات التي تحدثنا بها .. الأماكن التي زرناها
أحاديثنا مع ذواتنا ..
كلها في سجل .. وكل حركاتنا وهمساتنا مسجلة ومصورة
فلا تظن نفسك بعيداً عن المراقبة

وتذكر أن كل من عرفت من الناس .. عند الموت سواء
فيدفن الملك بجانب الخادم
ويدفن الغني ..قريباً من الفقير
والقوي بجانب الضعيف ..
ولكن ..
داخل القبور .. أعمال متباينة ودرجات مختلفة

فاستذكروا الموت يرحمني ويرحمكم الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:15 pm

أذكروا الموت ,, وأذكروا مساكنكم المقبلة ( القبور )
واستذكروا قوله تعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم :
( قـُتِل الانسانُ ما أكفــرَه .. من أي شيء خلقـَه من نطفةٍ خلقه فقدّره
ثم السبيلَ يسّره ثم أماتـَه فأقبره ثم إذا شاءَ أنشرَه )

يروى عن عثمان بن عفان أنه كان اذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له :
تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي –
فقال : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
القبر أول منزل من منازل الآخرة فان نجا منه فما أيسر منه
وإن لم ينج فما بعده أشد منه – وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه
فان تنج منها تنج من ذي عظيمة ***** وإلا فإني لا أخالك ناجيا


يرحمني ويرحمكم الله ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:15 pm

= عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مصلاه فرأى ناسا..
فقال لهم : أما أنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى الموت
فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت – فانه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه يقول :
أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة أنا بيت التراب أنا بيت الدود والهوام
فاذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا
أما ان كنت لمن أحب من يمشي على ظهري الي
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك - قال :
فيتسع له القبر مد بصره ويفتح له باب من الجنة
واذا دفن العبد الفاجر أو الكافر
يقول القبر: لا مرحبا ولا أهلا
أما ان كنت لمن أبغض من يمشي على ظهري
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك –
فيلتئم عليه القبر حتى يلتقي ويختلف أضلاعه –
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم باصابع يديه فشبكها
ثم يقيض له تسعون تنينا أو قال تسعة وتسعون
لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا
فينهشه ويخدشه حتى يقضى به الى الحساب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( انما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )


فاذكروا ساعتكم .. قد تحين بعد حين
اللهم وسع علينا قبورنا ونورها علينا واجعلها روضة من رياض الجنة
اللهم آمين يارب العالمين
وصلى الله على محمد

.......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:16 pm

نتعامل مع الموت على طريقة ( يحدث للآخرين فقط !)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:16 pm

في حضرة الموت، تتساوى الأشياء، الفقير والغني، الا على صفحات الجرائد ، حيث نشاهد فرزاً غير مبرر لاعلان حالة الموت يلازم الفقر الفقراء في وفاتهم، مخالفاً كل الشرائع والاديان. هذه الظاهرة، التي انتشرت في الصحف العربية اصبحت مجال حديث وانتقاد بين مختلف طبقات وشرائع المجتمع العربي. ولا يعقل ان بعض محدودي الدخل والفقراء يضطرون للاستدانة لمجاراة اصحاب النعي بالصفحات حتى يتمكن اقاربهم ومعارفهم من معرفة اماكن بيوت العزاء خاصتهم.
والأصل أن يكون النعي مجاناً في كل الصحف
لنتفق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، ونتساوى على الاقل جميعاً في حضرة الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:16 pm

الـﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﺂ ﻧﻌﺠﺰ ﻋﻦ :
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍِﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،
ﻟﻴﮕﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺂ ﻟﺪﻳﻨﺂ ﺃﻣﻞ
ﺃﻥ ﻏﺪﺁ ﺳﯿﮕﻮﻥ ﺍِﺟﻤﻞ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:17 pm

ﺳﻨﻤﻮﺕ ﺣﺘﻤﺎ ﻋﺎﺟﻼ ﺃﻡ ﺁﺟﻼ
ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻧﺮﺣﻞ ﻟﻠﻘﺒﻮﺭ ﻗﻮﺍﻓﻼ
ﻓﻠﻘﺪ ﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻟﻴﺴﻮﻗﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻣﺮﺍﺣﻼ
ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺤﺎﺩﺙ
ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﻳﻬﻮﻱ ﺻﺮﻳﻌﺎ ﻋﺎﺟﻼ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﻗﺪ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﺠﺎﻫﺪﺍ
ﻟﻴﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻓﺎﺿﻼ
ﻓﺎﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﻴﺘﺔ
ﻭﺍﺣﺬﺭ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻏﺎﻓﻼ
ﻓﺎﻟﻤﻮﺕ ﺁﺕ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ
ﻭﺍﻧﻬﺾ ﻭﺗﺐ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻗﻼ
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﻔﺮﺡ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ
ﻓﺎﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:17 pm

نُرَاعُ إِذَا الْجَنَائِزُ قَابَلَتْنَا **وَيُحْزِنُنَا بُكَاءُ الْبَاكِيَاتِ
كَرَوْعَةِ ثُلَّةٍ لِمُغَارِ سَبْعٍ ** فَلَّمَا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَاتِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:17 pm

كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِر
هُوَ المَوتُ يا ابنَ المَوتِ إِن لَم تُبادِرِ

تَسَمَّع مِنَ الأَيامِ إِن كُنتَ سامِعاً
فَإِنَّكَ فيها بَينَ ناهٍ وَآمِرِ

وَلا تَرمِ بِالأَخبارِ مِن غَيرِ خِبرَةٍ
وَلا تَحمِلِ الأَخبارَ عَن كُلِّ خابِرِ

فَكَم مِن عَزيزٍ قَد رَأَينا امتِناعَهُ
فَدارَت عَلَيهِ بَعدُ إِحدى الدَوائِرِ

وَكَم مَلِكٍ قَد رُكِّمَ التُربُ فَوقَهُ
وَعَهدي بِهِ في الأَمسِ فَوقَ المَنابِرِ

وَكَم دائِبٍ يُعنى بِما لَيسَ مُدرِكاً
وَكَم وارِدٍ ما لَيسَ عَنهُ بِصادِرِ

وَلَم أَرَ كَالأَمواتِ أَبعَدَ شُقَّةً
عَلى قُربِها مِن دارِ جارٍ مُجاوِرِ

لَقَد دَبَّرَ الدُنيا حَكيمٌ مُدَبِّرٌ
لَطيفٌ خَبيرٌ عالِمٌ بِالسَرائِرِ

إِذا أَبقَتِ الدُنيا عَلى المَرءِ دينَهُ
فَمافاتَهُ مِنها فَلَيسَ بِضائِرِ

إِذا أَنتَ لَم تَزدَد عَلى كُلِّ نِعمَةٍ
خُصِصتَ بِها شُكراً فَلَستَ بِشاكِرِ

إِذا أَنتَ لَم تُؤثِر رِضى اللَهِ وَحدَهُ
عَلى كُلِّ ما تَهوى فَلَستَ بِصابِرِ

إِذا أَنتَ لَم تَطهُر مِنَ الجَهلِ وَالخَنا
فَلَستَ عَلى عَومِ الفُراتِ بِطاهِرِ

إِذا لَم تَكُن لِلمَرءِ عِندَكَ رَغبَةٌ
فَلَستَ عَلى ما في يَدَيهِ بِقادِرِ

إِذا كُنتَ بِالدُنيا بَصيراً فَإِنَّما
بَلاغُكَ مِنها مِثلُ زادِ المُسافِرِ

وَما الحُكمُ إِلّا ما عَلَيهِ ذَوُ النُهى
وَما الناسُ إِلّا بَينَ بَرٍّ وَفاجِرِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:18 pm


زين العابدين ,,, ولحظات الموت
ليس الغريب غريب الشام واليمن

إن الغريب غريب اللحد والكفن

إن الغريب له حق لغربته

على المقيمين في الأوطان والسكن

سفري بعيدُ وزادي لن يبلغني

وقوتي ضعفت والموت يطلبني

قصيدة لخصت مأساة الوجود الإنساني بين الحياة والموت، مأساة الإنسان وضياعه في عالم غامض وحياة خادعة غرورة، لم تستوقفني في حياتي قصيدة بقدر ما استوقفتني هذه القصيدة التي تهز كل أوتار القلب وتزلزل الكيان البشري الضعيف المعرض للانكسار في أي لحظة،

هذه القصيدة ل زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله ولم أعرف من قبل شاعراً أبلغ ولا أدق منه في وصف هذه اللحظة المريرة، لحظة خروج الروح بكل عذابها وسكراتها المرعبة وغربتها حيث لا غربة أعظم من غربة الإنسان في قبره كما تحدث في هذه القصيدة عن عظمة الذنوب مقابل عظمة عفو الخالق فقال:

تمر ساعات أيام بلا ندم

ولا بكاء ولا خوف ولا حزن

يا زلة كتبت في غفلة ذهبت

يا حسرة بقيت في القلب تحرقني

دعني أنوح على نفسي وأندبها

وأقطع الدهر بالتذكير والحزن

ثم يأتي زين العابدين إلى لحظة خروج الروح، لحظة تتضمن شريطاً سريعا لما مر به في الحياة ليكتشف كم هي تافهة الحياة أمام هذه اللحظة حيث تتمزق الأوتار الدقيقة المشدودة في أعماق الإنسان والممتدة عبر الآخرين يقول الشاعر:

كأنني بين تلك الأهل منطرحاً

على الفراش أيديهم تقلبني

وقد أتوا بطبيب كي يعالجني

ولم أر الطب هذا اليوم ينفعني



واشتد نزعي وصار الموت يجذبها

من كل عرق بلا رفق ولا هون

واستخرج الروح مني في تغرغرها

وصار ريقي مريرا حين غرغرني

وغمضوني وراح الكل وانصرفوا

نحو المغسل يأتيني ليغسلني

هنا تتزلزل الأعماق حسرة وخوفاً، فهل كانت حياتنا تستحق ما فعلناه بها وهل الهدف من الحياة هو ممارسة الحياة وكفي؟؟

ثم إنني أتساءل من أين جاء الإمام زين العابدين بهذه الصورة الذهنية الواضحة عن حال الإنسان في لحظة ما بعد الموت؟؟

في هذه الأبيات المثقلة بإحساس غامض مشحون بالرهبة، إحساس باللا جدوى واللا معنى وبالمقابل مليئة بهذا التنوع الغريب والغني في تفسير الموت على عدة مستويات يواصل زين العابدين علي بن الحسين وصفه الدقيق لهذا المشهد ويقول:

فجاءني رجل منهم فجردني

من الثياب وأعراني وأفردني

وأودعوني على الألواح منطرحا

وصار فوقي خرير الماء يغسلني

واسكب الماء من فوقي وغسلني

غسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن

وألبسوني ثيابا لا كمام لها

وصار زادي حنوطي حين حنطني

وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا

على رحيل بلا زاد يبلغني

صلوا عليّ صلاة لا ركوع لها

ولا سجود لعل الله يرحمني

هذه القصيدة تفجير لغربة الإنسان وتكريس لوحشته ووحدته وزيف علاقاته والتقاء مع الإنسانية المتعبة البائسة، والإنسان الذي يرحل عن الدنيا لا يحمل منها أكثر من قطعة قماش أبيض..

أما عن القبر وظلمة القبر فللشاعر هذا الختام في قصيدته الطويلة البليغة والتي أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال بعض معانيها وأبياتها إليكم.

في ظلمة القبر لا أم هناك ولا

أب شفيق ولا أخ يؤنسني

فريد وحيد القبر يا أسفا

على الفراق بلا عمل يزودني

تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا

وصار وزري على ظهري فأثقلني

فلا تغرنك الدنيا وزينتها

وانظر إلي فعلها في الأهل والوطن..

وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها

هل راح منها بغير الحنط والكفن؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:18 pm

كلمات:

ما أقرب الموت جِدا :: :: :: أتاك يشتدُّ شدّا

يا من يُراح عليه :: :: :: بالموت طورا ويُغدى

هل تستطيع لما قد :: :: :: مضى من العيش ردّا

الغيّ أوضح من أن :: :: :: يراه ذو العقل رشدا

سامح أمورك رفقا :: :: :: واجعل معاشك قصدا

من حزم رأيك ألا :: :: :: تكون للمال عبدا

ما تأتيه من جميل :: :: :: يُكسِبكَ أجراً وحمدا

تموت فردا وتأتي :: :: :: يوم القيامة فردا

طوبى لعبد تقيٍّ :: :: :: لم يَألُف الخير جهدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:18 pm

الموت باب وكل الناس داخله ياليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بها يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما فأختر لنفسك أي الدار تختار
أبو العتاهية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:19 pm

وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : لا يتمنَّينَّ أحدُكم الموتَ لضُرٍّ نزل به، فإن كان لا بدَّ مُتمنِّيًا فليقل: اللَّهم أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّني ما كانت الوفاةُ خيرًا لي متَّفقٌ عليه.

- وعن بُريدة رضي الله عنه : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمنُ يموت بعَرق الجبين.

رواه الثَّلاثة، وصحَّحه ابن حبَّان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:19 pm

الإمام عليّ رضي الله عنه قال : "اذكروا هادم اللّذّات، ومنغّص الشهوات، وداعي الشتات، اذكروا مفرّق الجماعات، ومباعد الأمنيّات، ومدنّي المنيّات، والمؤذن بالبين والشتات".
فلا تنسوا الموت فإنه قريب
اللهم أحسن ختامي وختامكم ولقنا بربنا وهو راض عنا يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:19 pm

تأهب للذي لا بدّ منه، فإنّ الموت ميقات العباد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:20 pm

ما المال، والأهلون إلّا ودائع، ولا بدّ أن تردّ الودائع.

ما لزم عبد ذكر الموت إلّا صغرت الدنيا عنده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:20 pm

يا صَاحِبِي لا تَغْتَرِرْ بِتَنَعُّمٍ ............................... فَالْعُمْرُ يَنْفَدُ وَالنَّعِيمُ يَزُولُ

وَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى الْقُبُورِ جِنَازَةً ................................. فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَهَا مَحْمُولُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:20 pm

يا غَرِيبًا عَلَيْهِ قَلْبِي يَذُوبُ ................ وَلِعَيْنِي عَلَيْهِ دَمْعٌ سَكُوبُ

يَـا بَعِيدَ الْمَكَانِ حُزْنِـي قَرِيبُ .................... كَدَّرَ الْمَوْتُ كُلَّ عَيْشٍ يَطِيبُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:21 pm

كل رحيل نهايته وداع وإلى اللقاء
طالت أم قصرت مدته
يظل وداعاً محفوفاً بالأمل
إلا رحيل الموت لا عودة منه ولا رجاء
لم يترك لنا من أحبتنا إلا الأسماء والذكريات
وحنين مؤلم وشوق لا يُرحم
ليته حين فرقنا أخذ معه الذكرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:21 pm

ورد في الدعاء عن الإمام السجّاد عليه السلام: "اللهمّ إنّ ذكر الموت وأهوال المطلع والوقوف بين يديك نغصّني مطعمي ومشربي وأغصّني بريقي وأقلقني عن وسادي ومنعني رقادي، كيف ينام من يخاف ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار؟! بل كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار ويطلب روحه بالبيات وفي آناء الساعات"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:22 pm

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أديموا ذكر هادم اللذّات قالوا يا رسول الله وما هادم اللذات، قال الموت فإنه من أكثر ذكر الموت سلى عن الشهوات ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات ومن هانت عليه المصيبات سارع في الخيرات"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

على هامش الرحلة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش الرحلة    على هامش الرحلة  Emptyالإثنين يناير 31, 2022 11:22 pm

الذي يعيش لهذه الأرض وحدها، ويريد ثواب الدنيا وحدها، إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام والبهائم، ثم يموت خاسراً في موعده المضروب بأجله المكتوب.
أما الذين يدركون نعمة الإيمان فيحيون حياة الإنسان الذي كرمه الله، واستخلفه، وأعلى مكانه، فيرتفعون عن مدارج الحيوان، ويشكرون الله على تلك النعمة، وينهضون بتبعات الإيمان، ثم يموت هذا الإيمان رابحاً مطمئناً في موعده المضروب، وأجله المكتوب.
وبذلك ينقل النفس من الانشغال بالخوف من الموت وهي لا تملكه، إلى الانشغال بما هو أنفع للنفس في الحقل الذي تملكه، وتملك فيه اختيار الدنيا أو الآخرة، وتنال في الآخرة جزاء ما تختار.
والله عزَّ وجلَّ وحده هو الذي يحيي ويميت، فبيده إعطاء الحياة، وبيده استرداد ما أعطى، وكل شيء بأجل مسمى.
وللناس آجال لا يتقدمون عنها ولا يتأخرون، سواء كان الناس في بيوتهم وبين أهلهم، أو في ميادين طلب الرزق، أو ميادين الغزو، وعنده الجزاء بعد ذلك، هذا اعتقاد المؤمن.
أما الكفار فلفساد تصورهم لحقيقة ما يجري في الكون، لا يرون إلا الأسباب الظاهرة؛ بسبب انقطاعهم عن الله، وعن قدره الجاري في الحياة.
فعلة القتل أو الموت أو الحياة كلها بيد الله سبحانه، والموتى والقتلى إنما يلبون النداء، وهو استيفاء الأجل، ونداء المضجع.
وقدر الله وسنته في الحياة والموت كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)} ... [آل عمران: 156].
وقال سبحانه: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
[النساء: 78].
على أن الأمر لا ينتهي بالموت أو القتل، فهذه ليست نهاية المطاف، بل هناك حياة أخرى، ونعيم أعلى خير مما فيه أهل الدنيا: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)} [آل عمران: 157].
وكل الخلق بعد الموت راجعون إلى الله، محشورون إليه على كل حال، سواء ماتوا على فرشهم، أو ماتوا وهم يضربون في الأرض، أو قتلوا وهم يجاهدون في الميدان، وما لهم مصير سوى هذا المصير، والتفاوت إنما يكون في النية والعمل الصالح، أما النهاية فواحدة، موت أو قتل، في الموعد المسمى.
وهناك إما مغفرة من الله ورحمة ... أو غضب من الله وعذاب.
وبهذا اليقين تستقر في القلوب حقيقة الموت والحياة، وحقيقة قدر الله، وبذلك تطمئن القلوب إلى ما كان من ابتلاء جرى به القدر.
وإلى ما وراء القدر من حكمة .. وما وراء الابتلاء من جزاء: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)} ... [المنافقون: 11].
والله جل جلاله هو القاهر فوق عباده، وهم تحت سيطرته وقهره، فهم ضعاف في قبضة هذا السلطان، لا قوة لهم ولا ناصر، وكل نَفَس من أنفاسهم بقدر.
خلقهم الله لعبادته، وأرسل إليهم رسلاً يحفظونهم، ورسلاً آخرين يدعونهم إلى الله، ورسلاً آخرين يقبضون أرواحهم، وكل يؤدي رسالته حسب أمر ربه: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)} [الأنعام: 61].
وسَيُرد الخلق كلهم بعد الموت إلى ربهم ومولاهم الذي أنشأهم وأطلقهم للحياة ما شاء، ثم مردهم إليه عندما يشاء، ليقضي فيهم بحكمه بلا معقب.
فهو وحده يحكم .. وهو وحده يحاسب .. وهو لا يبطئ في الحكم .. ولا يمهل في الجزاء: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)} [الأنعام: 62].
فلا بدَّ للناس أن يستيقنوا أن الله محاسبهم ومجازيهم على أساس شريعته هو لا شريعة غيره، وأنهم إن لم ينظموا حياتهم، ويقيموا معاملاتهم كما يقيمون شعائرهم وعباداتهم وفق شريعة الله في الدنيا، فإن هذا سيكون من أول ما يحاسبون عليه بين يدي الله عزَّ وجلَّ.
وأنهم سيحاسبون على أنهم لم يتخذوا إلهاً في الأرض، ولكنهم اتخذوا من دونه أرباباً متفرقة، وأشركوا مع الله غيره من خلقه.
والأمر كله لله، وسنة الله ماضية لا تتخلف، وأَجَله الذي أَجَّله لا يستعجل لكل حي، ولكل فرد، ولكل أمة: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)} ... [يونس: 49].

والآجال كالأرزاق كلها بيد الله، والأسباب والأمراض ستار وراءه قدرة الله.
والأجل قد ينتهي بالهلاك الحسي، هلاك الاستئصال كما وقع لبعض الأمم الخالية كقوم نوح وعاد وثمود .. وقد ينتهي بالهلاك المعنوي، هلاك الهزيمة والضياع .. وهو ما يقع للأمم إما لفترة تعود بعدها للحياة .. وإما دائماً فتضمحل، وتنمحي شخصيتها، وتنتهي إلى اندثارها كأمة، وإن بقيت كأفراد.
وكل أولئك وفق سنة الله التي لا تتبدل مصادفة ولا ظلماً.
فالأمم التي تأخذ بأسباب الحياة تحيا، والأمم التي تنحرف عنها تضعف أو تضمحل أو تموت بحسب انحرافها.
والأمة الإسلامية منصوص على أن حياتها في اتباع رسولها، والرسول يدعوها لما يحييها، لا بمجرد الاعتقاد فقط، ولكن بالعمل الذي تنص عليه العقيدة في شتى مرافق الحياة، والحياة وفق المنهج الذي شرعه الله لها، والشريعة التي أنزلها، وإلا جاءها الأجل وفق سنة الله كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} [الأنفال: 24 - 25].
والحياة والموت حادثان يقعان في كل لحظة، وليس إلا الله وحده يملك الحياة والموت: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)} [المؤمنون: 80].
فالبشر كلهم أعجز وأقل من بث الحياة في حشرة واحدة، وأعجز من سلبها عن حي من الأحياء، فالذي يملك ويهب الحياة هو الذي يعرف سرها، ويملك أن يهبها ويستردها.
والبشر قد يكونون سبباً لإزهاق الروح، لكن تجريد الحي من حياته بيد الله وحده، والذي يملك اختلاف الليل والنهار هو الله وحده، وهو سنة كونية كسنة الموت والحياة .. هذه في النفوس والأجساد .. وتلك في الكون والأفلاك.
وكما يسلب الحياة من الحي فيعتم ويهمد، كذلك هو يسلب الضوء من الأرض فتعتم وتسكن.
فسبحان الخالق المالك الذي يملك وحده تصريف هذا الكون الهائل، وهذه الأحياء المبثوثة من نبات وحيوان، وطير وإنسان.
وقد وكل الله عزَّ وجلَّ ملك الموت بقبض جميع الأرواح كما قال سبحانه: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)} [السجدة: 11].
ولملك الموت أعوان من الملائكة كما قال سبحانه: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51)} ... [الأنفال: 50 - 51].
إن أمر النشأة الأولى ونهايتها، أمر الحياة والموت، كل ذلك بيد الله وحده، وهو أمر مألوف وواقع في حياة الناس، فكيف لا يصدقون أن الله خلقهم.
إن ضغط هذه الحقيقة على الفطرة أضخم وأثقل من أن يقف له الكيان البشري، أو يجادل فيه: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)} [الواقعة: 57 - 59].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
 
على هامش الرحلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جفرا الثقافية والأدبية :: الفئة الأولى :: المنتدى الرئيسي :: جفرا الإسلامي-
انتقل الى: