منتديات جفرا الثقافية والأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات جفرا الثقافية والأدبية

منتدى خاص ديني أدبي ثقافي تربوي إعلامي
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قوت القلوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

قوت القلوب Empty
مُساهمةموضوع: قوت القلوب   قوت القلوب Emptyالخميس فبراير 24, 2022 3:58 am

( الأولى )

الحمد لله وبعد،،
إنسان هذا العصر منهمك في دوامة الحياة اليومية..أصبح الواحد منا كأنه ترس في دالوب المهام والتفاصيل الصغيرة التي تستلمك منذ أن تستيقظ صباحاً حتى تلقيك منهكاً فوق سريرك في أواخر المساء..

دوامٌ مضني، ورسالة جوال، ورسالة إيميل، وتعليق فيسبوكي، وخبر تويتري، ومقطع يوتيوبي، وتنقل بين الفضائيات، وصراخ منبهات في طرق مكتظة، وأعمال مؤجلة كلما تذكرتها قرصك الهم، الخ الخ

هل نظم الاتصالات المتقدمة هذه مشكلة، لا، قطعاً، بل هي نعمةٌ من الله يجب تسخيرها فيما يرضيه، لقد جنينا منها الكثير، نعم ربحنا، لكن لا أدري، أشعر أننا خسرنا"الصفاء"..صفاء الذهن، وخلو البال، والتأمل الرقراق حين يتطامن السكون من حولك..

حين يكون الإنسان في فلاةٍ من الأرض، وتناديه عشرات الأصوات تتناهشه من كل جهة؛ فإنه لا يزداد إلا تيهاً وذهولاً..

ومع ذلك، ومع ذلك كله؛ فإن المؤمن تعتريه لحظات مفاجئة بين فينةٍ وأخرى تنتشله من هذا المسلسل المتماسك، فيخرج من مدارات التفاصيل الصغيرة، ويستعيد وعيه بالحقائق الكبرى..

لحظة الصدمة تقع دوماً حين يتذكر المؤمن لحظة لقاء الله، وقرب هذه اللحظة..وقد أشار القرآن إلى مفارقة مؤلمة، وهي شدة قرب لقاء الله، مع كون الإنسان يغفل كثيراً عن هذه الحقيقة، لقاء الله قريب ولا زلنا غافلين، كما قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)[الأنبياء،1].

والقرآن أخبر عن المعاد بطرق كثيرة متنوعة جداً، ولا أظن باحثاً يستطيع أن يستوعب الآيات القرآنية التي شرحت بعض مشاهد القيامة، وهذه الكثافة الهائلة لهذه الآيات التي تربط العقل المسلم باليوم الآخر ليست عبثاً، ولم تكن كثرتها مصادفةً أو اعتباطاً، ولكنها لأغراض لا تخفى على المتأمل..

والحقيقة أنه من بين الآيات التي تحدثت عن اليوم الآخر لفت انتباهي وشدني كثيراً طائفةٌ من الآيات صورت الناس لحظة القيام من قبورهم، صورت تلك الآيات مشهد الذهول البشري، بالله عليك انظر كيف يصوِّر القرآن مشاعر المقصِّرين في ذلك اليوم:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ*مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)[إبراهيم،42-43].

انظر كيف سنقوم من قبورنا شاخصةٌ أبصارنا، مهطعين أي مسرعين، ومقنعين رؤوسنا ننظر من شدة الأهوال، ومن شدة التحديق بحيث لا تطرف العين وصف القرآن هذه الحالة بأنهم"لايرتد إليهم طرفهم"، ومن شدة الفزع والرعب وصف الله القلوب بأنها كأنها فارغة فقال"وأفئدتهم هواء"..

ومن التصويرات القرآنية الأليمة لتلك اللحظات، تصوير لحظة الانكسار والذل والضعة التي تعتري المقصِّر، يقول تعالى:
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)[السجدة،12].

بالله تخيل نفسك منكساً رأسك في ذلك اليوم تتمنى العودة لدار العمل..وافجيعتاه.
بل وصف الله الخجل والذل في ذلك اليوم وصفاً آخر يجعل الإنسان ينظر مسارقةً كما يقول تعالى:
(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ)[الشورى،45]

والإنسان الذليل الخائف يسودّ وجهه، وتعلوه القتامة حتى كأن الليل البهيم يعلو محياه، كما قال تعالى:
(كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا)[يونس، 27]

أرأيت وجهاً كأنه الليل؟!يالذلِّ ذلك اليوم..

ومن الصور القرآنية التي تنخلع لها القلوب صورة الجثو على الركب في ذلك اليوم، فترى الناس مستوفزين لا يصيب الأرض منهم إلا ركبهم وأطراف أقدامهم، كما قال تعالى:
(وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الجاثية،28-29].

وكما وصف الله القلوب أنها من شدة فزعها كأنما هي خالية"وأفئدتهم هواء"، فإنه في موضع آخر وصف الله القلب من شدة الرعب بأنه من شدة خفقانه كأنما صعد للحنجرة مع الصمت المطبق:
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ)[غافر،18].

وثمة آيات أخرى كثيرة تصف الذعر الشديد، وذهول الناس في ذلك اليوم..
ولا يقطّع نياط القلب مثل علمنا بأن هذه الأحوال التي وصفها كتاب الله لا يفصل بيننا وبينها إلا مجئ ملك الموت في الساعة المقدرة اليوم أو غداً، ومع ذلك لا زالت الغفلة تكبلنا..
وفي ست مواضع من كتاب الله وصف الله ذلك اليوم بأنه "بغتة"أي مفاجئ..فياليت شعري على أي حالٍ سيباغتنا ذلك اليوم..

واللافت في الأمر-أيضاً- أن علماء الإلهيات يؤكدون أن القرآن أكثر من ذكر اليوم الآخر بما لايوجد مثله في الكتب السماوية، كما يقول ابوالعباس ابن تيمية:
(وفي القرآن من ذكر المعاد وتفصيله، وصفة الجنة والنار، والنعيم والعذاب؛ ما لا يوجد مثله في التوراة والإنجيل)[الجواب الصحيح، ابن تيمية].

بل إن الله تعالى تمدَّح بتعظيم نفسه بإلقاء الوحي على الرسل لكي ينبهوا الناس على اليوم الآخر، فجعل الله من أعظم وظائف الوحي تذكير الناس بقرب لحظة لقاء الله، كما قال تعالى:
(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ)[غافر، 15].

والله إنه لأمرٌ محرج أن يكون الله يوضح لنا أن من أغراض الوحي تنبيه الناس على لقائه، ونحن غافلين عن هذه الغاية القرآنية العظيمة، هل نحن حين نتلو القرآن نستحضر أن من مقاصد القرآن تعميق استحضار اليوم الآخر في النفوس؟ هل منحنا الآيات التي تصور مشاهد اليوم الآخر منزلتها التي تستحقها؟

حين ننشغل بدنيانا ونغفل عن هذا اليوم القادم، فنحن لا نغفل عن يومٍ عادي بتاتاً، إننا نغفل عن يوم وصفه كتاب الله بقوله:
(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا)[الإنسان،27]

هذا الإطراق، وخشوع الأبصار، وتنكيس الرؤوس، وفراغ القلوب من الرعب، والجثو على الركب، في ذلك اليوم العصيب، ماسببه؟ لماذا تتيبس الأعصاب وتتجمد الأطراف؟ لا شك أن ذلك بسبب هول العذاب، وخجل الأعمال، ولكن ثمة أمر آخر أعظم من ذلك كله، وهو جلال وهيبة الله تعالى إذ يتجلى لذلك اليوم، سبب الإطراق إدراك الجميع لـ"عظمة الله"، إنه الرحمن -جل وعلا- تخشع له الأصوات في ذلك اليوم المهول:
(يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً)[طه،108]

وقال جل شأنه عن ذلك اليوم (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)[طه،111]

ومعنى عنت أي خضعت وذلّت واستسلمت كما قال أهل التفسير.

حسناً .. كلما استطاع المسلم التخلص من الضباب الكثيف الذي يصنعه الانهماك في الدنيا، ومنح نفسه ساعة تأمل في لحظة صفاء، وتذكر قرب لقاء الله؛ فإنه سيتفاجأ بحيوية جديدة تدب في نفسه، سيشعر كأنما قام قلبه باستحمام إيماني يزيل عنه العوالق والأوضار، ستتغير نظرته لكثير من الأمور..

ومن أهم ما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الزهد في الفضول، فضول النظر، وفضول السماع، وفضول الكلام، وفضول الخلطة.

ومما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الإقبال على القرآن، فيعيد المثقف المسلم صياغة شخصيته الفكرية على ضوء القرآن، لأن الله في هذا اللقاء العصيب القادم سيحاسبنا على ضوء هذا القرآن، كما قال تعالى (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ*فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ)[القصص،65-66]

وإنه والله لغاية الخسارة أن يبني المثقف المسلم شخصيته من كتب فكرية منحرفة، هل رأيت أخسر ممن يترك النبع ويترشف المستنقعات؟!

ومما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس إقبال المرء على نفع إخوانه المسلمين في دينهم ودنياهم، في دينهم مثل: تعليم الناس معاني كلام الله ورسوله، ودنياهم مثل: حاجات المسلمين الطبية والهندسية والسياسية والاقتصادية ونحوها، وأي تهييجٍ لهذه المنزلة أشرف من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم:
(من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه)[صحيح مسلم،7028]


فمن استحضر لقاء الله هل يستطيع أن يتجاهل دماء إخوانه المسلمين في ليبيا واليمن وسوريا؟ هل يستطيع أن يتجاهل إخوانه السنة في البحرين؟
ومما يصنعه كثرة استحضار لقاء الله الاستخفاف بالجاه في عيون الخلق، والتعلق بالجاه عند الله جل وعلا، وماذا يغني عنك ثناء الناس وأنت تعرف من خطاياك مالو علموه لما صافحوك؟! من وضع بين عينيه لقاء الله، والمنزلة عند الله، وكيف ستبدِّل الآخرة من منازل الناس بشكل انقلابي كما قال تعالى عن الآخرة (خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ)[الواقعة،3]، من استحضر ذلك كله؛ علم رخص الشهرة والظهور والرياسة، وكسد سوقُها في قلبه، وأيقن أنها أهدافٌ في غاية التفاهة بحيث لا تستحق دقيقة جهد، فضلاً عن أن يذهب عناء السنين في العلم والعمل لأجل مديح الناس.

يا ألله ..كيف يدع الإنسان جبار السموات والأرض، وينصرف قلبه لمخلوق ضعيف مثله يتوسل مديحه ويتزين لثنائه؟!وأين الله من الناس؟!ولذا فوصيتي لنفسي وأخي القارئ أنه كلما اصطدت نيتك وقد التفتت إلى المخلوقين فتذكر مباشرة قوله تعالى(آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)[النمل،59]..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

قوت القلوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوت القلوب   قوت القلوب Emptyالخميس فبراير 24, 2022 4:02 am

( الثانية )

ما هي التقوى ؟

* قال أبو هريرة، وسئل عن التقوى، فقال : هل أخذت طريقًا ذا شوك ؟قال : نعم ، قال: فكيف صنعت ؟قال : إذا رأيت الشوك، عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال: ذاك التقوى .

وأخذ هذا المعنى ابن المعتز، فقال :

خل الذنوب صغيرهــــا وكبيرها فهو التُقَى

واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن ... صغيـــــرةً إن الجبـال من الحصـى (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

خشية الله سراج المتقين :

* عن ابن جريج قال : أخبرني من أصدقه، أن عمر بينما هو يطوف سمع امرأة تقول :

تطاول هذا الليل واسودَّ جانبه وأرقني أن لا خليـل ألا عبـه

فوالله لولا الله تخشى عواقبـه لزحزح من هذا السرير جوانبه

فقال عمر : مالك ؟ قالت : أغزيت زوجي منذ أشهر، وقد اشتقت إليه ، قال : أردت سوءًا ؟ قالت : معاذ الله ، قال : فاملكي عليك نفسك، فإنما هو البريد إليه ،فبعث إليه، ثم دخل على حفصة، فقال : إني سائلك عن أمر قد أهمني، فافرجيه عني ، كم تشتاق المرأة إلى زوجها ؟ فخفضت رأسها واستحيت ، قال : فإن الله لا يستحيي من الحق ، فأشارت بيدها ثلاثة أشهر، وإلا فأربعة أشهر ، فكتب عمر أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أِشهر (انظر تاريخ الخلفاء، للإمام السيوطي) .

أقوال في التقوى :

* قال الحسن رحمه الله : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا من الحلال مخافة الحرام .

* وروي عن ابن عمر قال : إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترةً من الحلال لا أخرقها (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

* قال عمر بن عبد العزيز : ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، فإن كان مع ذلك عمل؛ فهو خير إلي خير ، أو كما قال (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

التقوى ترك الحرام :

* قال ابن عمر رضي الله عنهما : لرد دانقٍ من حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله .

* وعن بعض السلف قال : ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلي الله من خمسمائة حجة .

* قال ابن المبارك : لأن أرد درهمًا من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

التقوى هي المشي في الطاعة :

* قال الحسن رحمه الله : ما ضربت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى انظر أعلى طاعة أو على معصية، فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

* وقال محمد بن الفضل البلخي : ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله عز وجل(انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

حق التقوى :

* قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : "اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ "[آل عمران: 102]: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر (أخرجه الحاكم مرفوعًا في المستدرك ووافقه الذهبي) .

الوصية بالتقوى :

* كتب عمر إلي ابنه عبد الله رضي الله عنهما : أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده، واجعل التقوى نصب عينيك، وجلاء قلبك .

* وكتب عمر بن عبد العزيز إلي رجل : أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها، ولا يرحمك إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

* وكتب ابن السماك الواعظ إلي أخ له : أما بعد، أوصيك بتقوى الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك وخف الله بقدر قربه منك، وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه، ليس تخرج من سلطانه إلي سلطان غيره، ولا من ملكه إلي ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك (الوجل: الخوف)، والسلام

" أين نحن من هؤلاء في : ترك الحرام "

من ورع الصديق رضي الله عنه في ترك الحرام :

* أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يومًا بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ قال أبو بكر : ما هو ؟ قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني، فأعطاني هذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه (نظر تاريخ الخلفاء، للإمام السيوطي) .

كيف يستجاب الدعاء ؟

* روى عن عكرمة بن عمار : حدثنا الأصفر قال : قيل لسعد بن أبي وقاص : كيف تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما رفعت إلي فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها ومن أين خرجت (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

حق الله في ترك الحرام :

* قال الليث : رأى موسى عليه الصلاة والسلام رجلاً رافعًا يديه، وهو يسأل الله مجتهدًا ، فقال موسى عليه السلام : أي رب عبدك دعاك حتى رحمته، وأنت أرحم الراحمين، فما صنعت في حاجته ، فقال الله : يا موسى لو رفع يديه حتى ينقطع ما نظرت في حاجته حتى ينظر في حقي (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب) .

أثر لقمة الحلال في النجابة والعلم :

* جاء في ترجمة إمام الحرمين الجويني : أن والده الشيخ أبا محمد رحمة الله تعالى، كان في أول أمره ينسخ بالأجرة، فاجتمع له من كسب يده شيء اشترى به جارية موسومة بالخير والصلاح، ولم يزل يطعمها من كسب يده أيضًا إلي أن حملت بإمام الحرمين، وهو مستمر على تربيتهما بكسب الحل، فلما وضعته، أوصاها أن لا تمكن أحدًا من إرضاعه ، فاتفق أنه دخل عليها يومًأ وهي متألمة، والصغير يبكي، وقد أخذته امرأة من جيرانهم، وشاغلته بثديها فرضع منه قليلاً، فلما رآه شق عليه، وأخذه إليه، ونكس رأسه، ومسح على بطنه، وأدخل أصبعه في فيه، ولم يزل يفعل به ذلك حتى قاء جميع ما شربه، وهو يقول : يسهل على أن يموت ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير أمه .

ويحكى عن إمام الحرمين: أنه كان تلحقه بعض الأحيان فترة في مجلس المناظرة، فيقول : هذا من بقايا تلك الرضعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

قوت القلوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوت القلوب   قوت القلوب Emptyالسبت مارس 12, 2022 5:00 am

سُمِع أعرابي وهو متعلق بأستار الكعبة يقول :
اللهم إن استغفاري مع إصراري للؤم، وإن تركي استغفارك مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني، وكم أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفى، وإذا أوعد عفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك، يا أرحم الرحمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
 
قوت القلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنواع القلوب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جفرا الثقافية والأدبية :: الفئة الأولى :: المنتدى الرئيسي :: جفرا الإسلامي-
انتقل الى: