وَداعٌ على عَتَبةِ
اللقاء
لِجُرحِكَ حينَ يَبتَسِمُ السَّحابُ ** وَيَزهو مِن جَمالِكَ ما أَصابُوا
تَلَقَّفْتَ الرصاصَ بِصَدرِ بَحرٍ ** تَلاطَمَ .. لا يُخامِرُهُ اضطِرابُ
أَ (باسِلُ) لَن يَنالوا مِن أَبِيٍّ ** تَنَفُّسُهُ البَسالَةُ وَالصِّعابُ
هوِيَّتُهُ الشجاعةُ وَالْمَعالي ** وَمِن عُنوانِهِ يَحكي الكِتابُ
تُراوِدُكَ الْمَنايا مُسْتَهاماً ** إِذا هَمَّتْ .. تَهِمُّ وَلا تَهابُ
سَمَوْتَ مُحَلِّقاً نَسراً .. فَفَرَّتْ ** خَفافيشُ الغَياهِبِ والذُّبابُ
وَما اسْتَسْلَمْتَ يا أَسَداً كَريماً ** تُحاوِلُهُ الثَّعالِبُ وَالذِّئابُ
فَجُرحُكَ لم يَزَلْ طوفانَ حُرٍّ ** وَيَغرقُ كلَّ يَومٍ فيهِ نابُ
وَلكنّي على قَلَقِ الليالي ** يُزَغرِدُ بينَ جَفْنَيَّ العِتابُ
وَأَنتظرُ اللقاءَ .. فَفِيَّ شَوقٌ ** تُلاحِقُهُ عُطُورُكَ وَالثِّيابُ
أَريجُكَ ضَجَّ في كَفّي .. جَبيني ** وَيُنشِدُهُ وِشاحِيَ وَالحِجابُ
فَلَمّا عُدْتَ وَدَّعَني سُروري ** فَلا عَيْشٌ بِبُعدِكَ يُستَطابُ
على خَدَّيكَ سَجَّيْتُ الأَماني ** وَحُقَّ لِقلبِ ثَكلاكَ العَذابُ
فَأَلْجَمْتُ العُيونَ .. فَلا دُموعٌ ** وَكَمَّمْتُ الفؤادَ .. فَلا انْتِحابُ
..
..
سَيَقتُلُني إِيابُكَ .. لا تَلُمْني ** ذهابٌ مُوجِعٌ هذا الإِيابُ
للشاعر/ حمزة حسين