منتديات جفرا الثقافية والأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات جفرا الثقافية والأدبية

منتدى خاص ديني أدبي ثقافي تربوي إعلامي
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تركوا أثلاماً ورحلوا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

تركوا أثلاماً ورحلوا  Empty
مُساهمةموضوع: تركوا أثلاماً ورحلوا    تركوا أثلاماً ورحلوا  Emptyالخميس فبراير 03, 2022 12:14 am

تركوا أثلاماً ورحلوا  Ya_oi_10

حنا أبو حنا الذي رحل اليوم في الصاني من فبراير عام 2022م
وهو شاعر وكاتب وأديب فلسطيني من شعراء المقاومة

قالوا عنه :

لم يأخُذ حقّه، كما استحق"، وشوشات تناقلها أصدقاء ومحِبُّو الشاعر حنّا أبو حنّا، مطلع الشهر الحالي، حينَ تمّ تكريمه، مِن قِبَل جمعية الثقافة العربية، فأعادت بعضًا مِن روحه الأدبية، وصوتًا خافقًا في الشِعرِ، تُدغدِغ كلماتُه مشاعرك وقلبك وروحك، وهو الذي يسكُنُ فيكَ ومعكَ في الوطن.

سيرة الشاعر

وُلِد الشاعر الأديب حنا أبو حنا في الرينة قضاء الناصرة في الجليل الفلسطيني، العام 1928، وهو أحد شعراء المقاومة الفلسطينية. عمِلَ مديرًا للكلية الارثوذكسية العربية في حيفا، ومُحاضرًا في جامعة حيفا وكلية إعداد المعلمين.

وصفه النُّقاد بـ"زيتونة فلسطين"، وصدر كتاب بحثيّ حمل اسم "زيتونة الجليل" تكريمًا له، في إشارة إلى التماهي ما بينه وبين الزيتون في العطاء والأصالة والتجذُّر.

حاز على وسام القدس للإبداع الشعري، وجائزة فلسطين للسيرة الذاتية في العام 1999، عن ثلاثية تناول فيها سيرته الذاتية، وله أربع مجموعات شعرية، وسبعة كتب في التراث الثقافي الفلسطيني، وأربعة كتب تتضمّن مقالات وأبحاثًا أدبية، و15 كتابًا للأطفال. كما حرّر كتابًا عن مذكرات الروائي الفلسطيني نجاتي صدقي.

ومن أبرز أعماله ديوان "نداء الجراح" (وهي قصائد عن مجزرة كفر قاسم)، و"قصائد من حديقة الصبر"، و"تجرَّعت سمَّك حتى المناعة"، و"عالم القصة القصيرة"، و"روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود" (تحقيق وتقديم)، و"دار المعلمين الروسية في الناصرة"، و"رحلة البحث عن التراث"، و"الأدب الملحمي"، و"خميرة الرماد"، و"مهر البومة"، و"طلائع النهضة في فلسطين: خريجو المدارس الروسية" 1862 1914، و"ديوان الشعر الفلسطيني"، و"ثلاثة شعراء".

كما شارك في إنشاء مجلتَيْ "الجديد" و"الغد"، وبرز في نشاطات ثقافية وسياسية متعددة. وحرَّرَ مجلة "مواقف" الأدبية الثقافية.

كتبَ له د. عبد الرحمن ياغي، معلِّقًا على ديوانه الشعري "نداء الجراح": "الشاعر حنّا أبو حنّا يقف مثالاً كريمًا لروّاد الشعر النضالي في الأرض المحتلة، بل واستاذًا لشعراء المقاومة المعروفين، الذين تمثَّلت في شعرهم ملامح الشعب المناضل الذي يُحاوِل المحتل أن يفرِّغه من كل مضمونه القومي والتاريخي والاجتماعي، من هنا نجد لكلمة الوطن، لدى هؤلاء الشعراء طعم الأساطير وطعم الغضب الذي سينتزع النصر انتزاعاً.

وحين يروي شاعرنا حكاية قريته لابنه الصغير نشعر كيف يؤرقه مصير أحفاده وأولاده وإخوة هؤلاء الأحفاد والأطفال، كما نلمس حرصه على رفع رايات الهداية لهم وإطلاعهم على أصدق الأنباء فيما يتصل بحكاية أرضهم".

وعن الديوان نفسه كتبَ د. شوقي ضيف في وصف أبي حنا "لم تمر نكبة ولا فاجعة بأبناء قومه، دون أن يهتز لها، بل دون أن تمُس شغاف قلبه وتملأه حسرة ولوعة، وكان أدهى القوارع ما أنزله الإسرائيليون أثناء عدوانهم الغادر على قناة السويس في العام 1956، بكفر قاسم بالقرب من قلقيلية داخل الأرض المغتصبة، حينَ أنشد حنّا

"ما زالَ يرتعدُ المساءُ لهول ذكرى المجزرة

صور المآسي بالرصاصِ بمقلتيهِ مصوَّرَه

كتلٌ مِن الأشلاءِ فاغرة الدِّماءِ معفَّره

متوثِّبات كالطّيورِ ذبيحة متعثِّرهْ

الشاعِر حنّا أبو حنّا استحقَ أكثر مِن كِتابٍ في سيرته الذاتية

كتب أبو حنا سيرته الذاتيّة بثلاثية: ظل الغيمة (1997)، ومهر البومة (2004)، وخميرة الرماد (2004). قال فيها المرحوم البروفيسور هشام شرابي "هي سيرة جيل بكامله وتاريخ جيل ومستقبل جيل، إنها سيرة حياتك لكنها في الوقت ذاته سيرة حياتي التي حدثتَني عنها في حديثك عن الناصرة وحيفا والقدس ورام الله وقرى الجليل التي عشت فيها".

ويقول الكاتب والشاعر حنّا أبو حنّا: "هدف السيرة سرد رواية الشعب الفلسطيني، التي لم تُرْوَ بشكلٍ متكامل. وحين يكتُب كل واحد سيرته، من وجهة نظره، تتكامل الصورة مثل الفسيفساء".

في "ظل الغيمة"، يسرد أبو حنّا مرحلة طفولته وتعليمه عارضًا للنضال السياسيّ الفلسطيني في الثلاثينيات بعيون طفلٍ، بأسلوب سرديّ سلس وممتع.

ولعلَّ أجمل ما كُتِب من مؤلَّفات عن حنّا أبو حنا وسيرته الذاتية، كان بقلم الكاتب أحمد دحبور، الذي قال عن حنا: " يُغافِل أبو الأمين جغرافيا البلاد وتاريخها، ولا يغفَل ولو عن عشبة أو حصاة أو حتّى ظلف عنزة، فيقطّرها حكايات وأمثولات في سيرة نادرة تجمع نباهة الطُرفة إلى وطأة الشهادة، وتسوق ضحكة النبع إلى دمعة القلب. هكذا يُصبح ظلّ الغيمة مرآة لنا كجماعة، وله كشاهد متفرِّد، حيثُ يحمِل حنّا أبو حنّا قناع يحيى ويعطيه الكتاب: يا يحيى خذ الكتاب بقوّة.. وإنّه لكتاب ممّا لا يجود به العمرُ مرّتين".

وتظهر عذوبة النص السردي الذي قدّمه الشاعر حنّا أبو حنّا، بنقله عُصارة تجربته الحياتية، دون التخلي عن التفاصِيل الموجِعة، حيثُ كتب: "هناك تسميات يُراد أن تكون مؤشِرًا على حلم أو مطمح. قد اجتهد علماء البلاغة فوجدوا لمثل تلك الحالات تسمية فقالوا إنها "على اعتبار ما سيكون". هذا ما خطر ليحيى (سيرة الكاتب)، عندما تأمّل في تسمية اسم "جامع الاستقلال" في حيفا، ذلك الجامع الذي احتضنَ الشيخ عز الدين القسّام، وكان مُنطلَقًا لدعوته قبل أن يستشهد في أحراش قرية يعبد. كان هذا الجامع يُطل أيام الانتداب البريطاني على شارع اسمه "شارع الملوك"، ولكن اسم هذا الشارع تغيّر بعد قيام الدولة اليهودية في العام 1948، فسمّوه بالعبرية "هعصمأوت" – وتلتقي هذه اللفظة مع الجِذر العربي: "عصم"، و"العصامي" هو الذي يبني نفسه مستقلاً عن عون الآخرين، والمرأة التي عِصمتها بيدها تستطيع أن تتصرف بمصيرها، ومِن هنا كان لقب "صاحِبة العِصمة". وهل تذكر الخليفة المعتصم وصرخة تلك المرأة في عمورية: "وامعتصماه"؟

تحوّل اسم ذلك الشارع إلى ما معناه: شارع الاستقلال على التحقيق، وظلّ اسم الجامع على التفاؤل"....

هذه الجُزئية البسيطة، المقتطَعة مِن "ظِلّ الغيمة"، تحكي وجعًا يسكنُ قلبَ كاتِبه، ويوضِح مدى حُبهِ لبلاده، لكنهُ برِّقةِ قلمه، يخفِّفُ عَن القارئ فيحكي سيرة الماضي ومعانٍ لغويّة، مِن بابِ دراسته، وكتاباته البحثية أيضًا".

الشاعِر المعلِّم والباحث

شكَّلَ الشاعر حنا أبو حنّا ظاهرةً أدبية، منذ بداياته في عالم الشِعر والأدب، ثم تحوّل إلى معلمٍ لجيلٍ من الأدباء والشعراء بينهم: محمود درويش، وسميح القاسم، وراشد حسين، وتوفيق زيّاد، وسالم جبران، وحنّا إبراهيم، ومحمود الدسوقي، ونايف سليم وسواهم، وجاءت شهادة الشاعر محمود درويش، لتحفُر اسم الشاعر حنّا أبو حنّا في ذاكرة التاريخ حينَ قال: "حنّا أبو حنّا علّمنا ترابيّة القصيدة". والجميل في شِعر حنّا أبو حنّا تطوره للقصيدة الحديثة، وأدواته الفنية الإبداعية، ولونه الخاص، الذي لا يحاكي أحدًا، ولغته المتفرّدة الجامعة بين لغة الخطابة والتقرير المباشر، والشِعارات السياسية، والبحث العلمي، علاوة على ظرافة التعابير، ولطافة السرد.

غاصَ الشاعِر حنّا أبو حنّا في عالم الأدب مِن أوسع أبوابه، فكتب عن الأدب الملحمي على مرّ العصور متنقلاً بين الأدب العالمي والعربي، وصولاً إلى الجبرانيات وأدب المهجر والرابطة القلمية وبعدها إلى الحداثة والقصيدة الحرَّة، ويُسجَّل للشاعر أبو حنّا مشاركته المرحومَين الشاعر فوزي جريس عبد الله ود. سامي مرعي، نشاطهما ودورهما البارز في الحِراك الأدبي والثقافي في الداخل الفلسطيني، من خلال مجلة "المواكِب"، الثقافية، التي تأسست عام 1984.

عن نفسه يحكي حنّا أبو حنّا: "تنقلَتُ في فضاء فلسطين، من الرينة في الجليل حيث ولدت، ثم أسدود، فالقدس، فرام الله، فجفنة، فحيفا، فالناصرة ثم الرينة فالقدس فحيفا.. كل ذلك بسبب عمل والدي الذي كان موظّفًا في دائرة "مساحة فلسطين". ودرست في "الكُتَّاب" في "أسدود"، ثم انتقلنا الى "نجد" وهي قرية قريبة من "أسدود". في حيفا التحقت في المدرسة الابتدائية (المدرسة الأميرية- مدرسة المعارف للبنين)، حيث يقع اليوم مبنى "بيت الكرمة"، إذ دخلت الصف الثاني الابتدائي مباشرة، لكن الإقامة لم تَطُل في حيفا فانتقلنا الى الناصرة. وهناك شاركتُ الأطفال في مظاهرات ثورة عام 1936، حيث كان الكبار يعطوننا حفنات الكُرسنِّة فنقذفها على الأسفلت أمام حافلات الجيش البريطاني فتنزلق الخيل وتهوي بمن عليها. وفي حيفا كان بيتنا يقع على سفح الكرمل. واستطاعت حيفا أن تأسرني بجمالها وبحرها الذي يعانق الجبل".

ويتابع: "أذكر حيفا مدينة عامرة بالحيوية، وما زلتُ أذكُر تجمُّع الحناطير في ساحة الحناطير. ظلّت صلتي بحيفا وطيدة، حيث كان يسكن أعمامي، وكنت أجيء من الناصرة الى مكاتبها الحافلة بمختلف الكتب الأدبية، من مصرية ولبنانية. جئت إلى حيفا أثناء الحرب العالمية الثانية حين أغارت عليها الطائرات الإيطالية فارتفعت في سمائها بعد ذلك مناطيد بيضاء لتعرقل الطائرات. ورأيت فيها جنود الجيش البريطاني من مختلف الجنسيات".

عن الحراك الثقافي قبل وبعد النكبة

"يضيف أبو حنا "حيفا انجبت حركة ثقافية مبّكرة، فقد صدرت فيها مجلة "النفائس العصرية" التي أنشأها خليل بيدس عام 1908، أي بعد صدور الدستور العثماني. وفي ذلك العام صدرت صحيفة الكرمل. وفي حيفا كان الشاعر حسن البحيري والشاعر أبو سلمى (عبد الكريم الكرمي). وفي أواخر الانتداب صدرت في حيفا مجلة "المهماز" وهي مجلة عامة سياسية وثقافية، كان يحررها أميل حبيبي. ولكن النكبة حملت معها ارتحال الطاقات الأدبية والثقافية، وانقطاع وصول الكتب والمجلات إليها، ولذلك كانت الكتب التي اقتنيناها قبل النكبة متاحة لكل من يقرأ. وكان الكتاب ينتقل من يد إلى أخرى فلا يعود لصاحبه".

ويتابع "بعد النكبة استطعتُ أن أصل الى أوراق الشاعر أبي سلمى المكتوبة بخط يده، وقد جمعها صديقه المحامي حنا نقارة. واعتمدت عليها في مقالات كتبتها عن الشعر الفلسطيني. وقد أعيدت هذه الأوراق فيما بعد الى أبي سلمى في تشيكوسلوفاكيا. وقد كانت حيفا أيضًا محطة للفنانين المصريين، كأم كلثوم والممثل المسرحي المعروف يوسف وهبي.

وفي العام 1950، سكنتُ في شارع قيساريا في حيفا، حيث عملت في هيئة تحرير صحيفة "الاتحاد" مع توفيق طوبي، واميل توما، واميل حبيبي، وصليبا خميس، ومحمد خاص، وعلي عاشور، وجبرا نقولا. كما كنت في الهيئة التي بادرت الى اصدار مجلة "الجديد" عام 1951، حيثُ صدرت في بادئ الأمر كملحق لجريدة "الاتحاد"، الى أن حصلت على الترخيص، وتابعت الصدور عام 1953. وقد كان اصدار مجلة "الجديد" عملاً مهامًا في تلك الظروف، إذ جمع الطاقات المتوفّرة لمناقشة المهمات الثقافية وتشجيع القوى المبشّرة، فكنا نفرح بكل طاقة جديدة، ونرعاها ونشجّعها. وأُصدِرت في حيفا مجلة الغد حيث كنت صاحب الامتياز".

أمسية تكريمية للشاعر حنّا أبو حنا

"حينَ يُصبح الوطن تهويمة في البال، يأتي عطاؤك ليعيد ما انهرق، وليرجِع وطنًا يُعشش في الذاكرة... وليثبت أننا هُنا؛ نربط ماضيًا بحاضر، ونرنو إلى الآتي الجميل، فلأنك محبة دائمة وعطاءٌ جذلٌ... ولتكاتفك معنا مؤسسةً ورؤيةً وقضيةً نرفعُ إليكَ آياتِ الامتنان والعرفان. حماك الله وأبقاك موئل عطاء، ومعين عافيةً"، بهذه الكلمات محفورةً على درعٍ تمّ تخصيصه بمبادرة جمعية الثقافة العربية، ومقرها في حيفا، واحتفالية فلسطين "بالفست" 2014، تم تكريم حنا أبو حنا، الذي عبّر عن امتنانه لمكرّميه من خلال كلماتٍ مؤثرة. وفي تصريح لمجلة "القدس" قال أبو حنا: "مؤثرٌ وموجِعٌ أن تفرّق الأزمات الفلسطينيين عن بعضهم، فإذا كانَ موضوع النقاش في الاحتفالية حول الاغتراب والانتقال مِن بلدٍ إلى بلد، فإنّ الفلسطيني عاشَ مأساة أصعب بكثير، فقد تمّ طرد هذا الشعب من بلده وهو لا يستطيع العودة إلى وطنه، رغم أنّ القانون يُجيز له ذلك، هُنا شعبٌ مشرد لأكثر من 60 عامًا، وما زال يناضل في سبيل العودة".

وأضاف "توجَّهتُ للكتاب المشاركين أن يعرضوا قضيتنا ومأساتنا لتجنيد الرأي العام، كي يعود اللاجئون إلى الوطن، كحقٍ مشروع في زمنِ الاحتلال، وعن اغتراب شعبي واغترابي الشخصي تعود بي الذاكرة إلى قصيدة "وادي الصليب" من ديوان "عرّاف الكرمل"، قلتُ فيها: (لقيتك تستنبتين الدموع بوادي الصليب/رأيتُ البيوت تكم/ويقعي السكون دمًا لزجًا في الدروب/تعمى النوافذ وبالطوب ينسج أكفانها عنكبوت/ويهرب ظلي مني يحشرج بين سلوع البيوت/وتنفر ذاكرة الشعب من تحت أبط الحجر/وساق الشجر"...)، وكتبتُ بشكلٍ مفصل في سيرة "ظل الغيمة" عن المأساة الثقافية لفلسطينيي الـ48، والهجمة الشرسة التي حاولت طمس ثقافتنا، من خلال تقديم بديل من صحف ومجلات أدبية، وهي مساعٍ تستحق البحث".

وعن مكانة الشاعر قالت الكاتبة شيخة حليوى لـ"القدس": "يحملُ الشاعرُ حنّا أبو حنّا تجربة مميّزة على مستوى شخصي، متنقّلاً بين النصوص الأدبيّة وفِكرة الحياة وتهميش الحصار والإبداع في ظل الاغتراب، وتحمِلُ كتابات الشاعر معاني لواقعٍ يعيشه كثيرون، لكنّ الفلسطيني في الداخل يعيشُ مأساة الغربة العميقة. ومن هنا ليس من السهل المرور السريع على قراءات أدبية للشاعر أبو حنّا، فهو قامة فلسطينية تستحق فعلاً التكريم والتبحّر في سيرته الذاتية الحافلة بالتفاصيل الشيّقة والمؤلِمة، الشاعر أبو حنا متواضعٌ ومُحبٌ للوطن، حماه الله".

اعداد وحوار: غادة اسعد

إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

تركوا أثلاماً ورحلوا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تركوا أثلاماً ورحلوا    تركوا أثلاماً ورحلوا  Emptyالخميس فبراير 03, 2022 12:17 am

تركوا أثلاماً ورحلوا  C_yoa10

الشاعر راشد حسين

راشد حسين (1936 - 1977) شاعر فلسطيني من شعراء المقاومة الفلسطينية. ولد في قرية مصمص شمال فلسطين، وتوفي إثر حريق في شقته في مدينة نيويورك.
ولد راشد حسين اغبارية في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 م، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948 وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه. واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة.

بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة. وفي مدة وجيزة أصبح شاعر الساحة الفلسطينية الأول في الداخل الفلسطيني. وأصدر ديوانه الأول في سن العشرين. بعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي. عمل محرراً لمجلة الفجر، "المرصاد" و"المصوّر". مارس المقاومة قولا وعملا حيث كان من نشطاء حركة الأرض ومحررا لنشرتها السياسية ومن ناشطي الحركة الشيوعية (في صفوف حزب العمال الموحد) في الداخل، مما جعله عرضة لنقد بعض معاصريه (أمثال محمود درويش) بسبب العلاقة التي تربط الحركة الشيوعية الفلسطينية بالصهيونية.



ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة، وعندئذ سحبت منه الجنسية الإسرائيلية ومنع من زيارة أهله. انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وعمل ممثلا ثقافيا لها في الأمم المتحدة هناك. عمل في وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" حيث حاول أن يبث فيها روحا ثورية حقيقية فاصطدم مع بيروقراطيي المنظمة ولكنه حصل على تأييد الرئيس عرفات وفاروق القدومي ومنع البيروقراطيون من التدخل في عمله. سافر إلى سوريا خلال حرب 1973 وعمل محررا في الإذاعة السورية للقسم العبري، وشارك في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". أبرز نشاطاته الإعلامية كانت في الأوساط الجامعية الأمريكية، حيث شارك في كثير من الندوات والسجالات حول القضية الفلسطينية. وكان هذا كما يبدو هو أخطر نشاطاته في نظر السلطة حينما سحبت منه الجنسية.



تم اغتياله في في الأول من فبراير عام 1977 عن طريق حرق منزله في نيويورك، وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري الثرى هناك. منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.
أعماله الشعرية
مع الفجر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1957م).
صواريخ (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).
أنا الأرض، لا تحرميني المطر (منشورات فلسطين الثورة بيروت، 1976) مع مقدمة للشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة.
كتاب الشعر الثاني: يضم المجموعتين الأولى والثانية؛ لجنة إحياء تراث راشد حسين (دار القبس العربية، عكا، 1978).
قصائد فلسطينية (لجنة إحياء تراث راشد حسين، القاهرة، 1980م).
ديوان راشد حسين، الأعمال الشعرية الكاملة (بيروت).
أعماله في الفن
قصيدة "ضد"، غناها جورج قرمز.
ترجمات
حاييم نحمان بياليك: نخبة من شعره ونثره- ترجمة عن العبرية (دار دفير للنشر، تل أبيب، 1966).
النخيل والتمر؛ مجموعة من الأغاني الشعبية العربية، ترجمها بالتعاون مع شاعر يهودي من العربية إلى العبرية.
العرب في إسرائيل: تأليف صبري جريس / جزءان، ترجمة الشاعر من العبرية إلى العربية (مركز الأبحاث، بيروت 1967).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
Admin
Admin



المساهمات : 1322
تاريخ التسجيل : 31/01/2022

تركوا أثلاماً ورحلوا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تركوا أثلاماً ورحلوا    تركوا أثلاماً ورحلوا  Emptyالجمعة ديسمبر 16, 2022 5:08 pm

العزّ بن عبد السلام
(بائع الأُمراء وسُلطانِ العُلماء)


«العزّ بن عبد السلام» من أعظم علماء المسلمين على الإطلاق، من مواليد دمشق سنة 577 هجرية[1]، من العلماء الذين لا يخافون في الله لومة لائم، وكان كثيرًا ما يواجه السلاطين بأخطائهم، وينصحهم في الله دون خوف ولا وجل، ولذلك لقبه تلميذه الأول وعالم الإسلام المشهور «ابن دقيق العيد» بلقب «سلطان العلماء»[2]، فقد جمع العزّ بن عبد السلام بين العلم والعمل، وبين الاتباع الشديد للسنة والاجتهاد الصحيح عند الحاجة، وبين الفتوى في الأمور العبادية والعقائدية والفتوى في الأمور السياسية والاجتماعية.. فكان بحق سلطانًا للعلماء، وقدوة للدعاة، وأسوة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

وقد عاش حياته في دمشق إلى أن تولّى «الصالح إسماعيل الأيوبي» أمر دمشق وهو أخو الصالح أيوب الذي كان حاكمًا لمصر، والذي تحدثنا كثيرًا عنه وعن صلاحه وتقواه، لكن الصالح إسماعيل حاكم دمشق كان على شاكلة أخرى، فقد كان خائنًا لدينه وشعبه، فتحالف مع الصليبيين لحرب أخيه نجم الدين أيوب في مصر، وكان من شروط تحالفه مع الصليبيين أن يعطي لهم مدينتي صيدا والشقيف، وأن يسمح لهم بشراء السلاح من دمشق، وأن يخرج معهم في جيش واحد لغزو مصر، وبالطبع ثار العالم الجليل العز بن عبد السلام، ووقف يخطب على المنابر ينكر ذلك بشدة على الصالح إسماعيل، ويعلن في صراحة ووضوح أن الصالح إسماعيل لا يملك المدن الإسلامية ملكًا شخصيًا حتى يتنازل عنها للصليبيين، كما أنه لا يجوز بيع السلاح للصليبيين، وخاصة أن المسلمين على يقين أن الصليبيين لا يشترون السلاح إلا لضرب إخوانهم المسلمين.

وهكذا قال سلطان العلماء كلمة الحق عند السلطان الجائر الصالح إسماعيل.. فما كان من الصالح إسماعيل إلا أن عزله عن منصبه في القضاء، ومنعه من الخطابة، ثم أمر باعتقاله وحبسه، وبقي العالم الجليل مدة في السجن، ثم أُخرج من سجنه ولكنه مُنع من الكلام والتدريس والخطابة، فرحل الإمام الجليل من دمشق إلى بيت المقدس ليجد فرصة ليعلم الناس هناك بدلًا من السكوت في دمشق، وأقام بها مدة، ولكنه فوجئ بالصالح إسماعيل يأتي إلى بيت المقدس ومعه ملوك الصليبيين وجيوشهم وهم يقصدون مصر لاحتلالها، وأرسل الصالح إسماعيل أحد أتباعه إلى الشيخ العز بن عبد السلام ، وكان متلطفًا له غاية التلطف، بل ووعده بالعودة إلى كل مناصبه بشرط أن يترضى الصالح إسماعيل، ويعتذر له، بشرط ألا يتكلم في أمور السياسة، وإلا اعتقله.

وذهب رسول الصالح إسماعيل إلى العز بن عبد السلام وقال له «بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وما كنت عليه، وزيادة، أن تنكسر للسلطان، وتُقبل يده لا غير!».

فرد عليه العز بن عبد السلام في كبرياء وعزة قائلًا:

«والله يا مسكين، ما أرضاه أن يُقبل يدي، فضلًا عن أن أقبل يده، يا قوم أنتم في وادٍ، وأنا في وادٍ، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به»[3].

الله أكبر! هؤلاء هم العلماء بحق!

كان رد الصالح إسماعيل متوقعًا، فقد أمر باعتقال الشيخ الكبير في بيت المقدس، ووضعه في خيمة مجاورة لخيمته، وكان الشيخ عزّ الدين يقرأ القرآن في خيمته، والسلطان الصالح إسماعيل يسمعه، وفي ذات يوم كان الصالح إسماعيل يتحدث مع ملوك الصليبيين في خيمته والشيخ يقرأ القرآن، فقال الصالح إسماعيل لملوك الصليبيين وهو يحاول استرضاءهم «تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟ قالوا نعم، قال هذا أكبر علماء المسلمين، وقد حبسته لإنكاره عليّ تسليمي حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق، وعن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس، وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم».

يقول الصالح إسماعيل هذا الكلام ليسترضي ملوك النصارى، فقال له ملوك النصارى وقد سقط تمامًا من أعينهم «لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه، وشربنا مرقتها!»[4].

وحُبس الشيخ العز بن عبد السلام في بيت المقدس إلى أن جاء الملك الصالح نجم الدين أيوب، وخلص بيت المقدس من الصليبيين سنة 643 هجرية، وهنا أخرج الشيخ العز بن عبد السلام من السجن وجاء إلى مصر، حيث استُقبل أحسن استقبال، وقرب جدًّا من السلطان الصالح أيوب ، وأعطاه الخطابة في مسجد عمرو بن العاص، وولاه القضاء[5].

ومن مواقفه الشهيرة التي اصطدم فيها مع الصالح أيوب نفسه، أنه لما عاش في مصر اكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك، ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار، فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم؛ لأنهم من العبيد.

واشتعلت مصر بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، حتى كان نائب السلطان مباشرة من المماليك، وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السلام، وحاولوا إقناعه بالتخلي عن هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا مع إنه قد جاء مصر بعد اضطهاد شديد في دمشق، ولكنه لا يجد في حياته بديلًا عن كلمة الحق، فرفع الأمر إلى الصالح أيوب، فاستغرب من كلام الشيخ، ورفضه، وقال إن هذا الأمر ليس من الشئون المسموح بالكلام فيها.

وهنا وجد الشيخ العز بن عبد السلام أن كلامه لا يسمع، فخلع نفسه من منصبه في القضاء، فهو لا يرضى أن يكون صورة مُفتٍ، وهو يعلم أن الله عز وجل سائله عن سكوته كما سيسأله عن كلامه، ومن هنا قرر العالم الورع أن يعزل نفسه من المنصب الرفيع، ومضحيًا بالوضع الاجتماعي وبالمال وبالأمان بل وبكل الدنيا.

وركب الشيخ العز بن عبد السلام حماره، وأخذ أهله على حمار آخر، وببساطة قرر الخروج من القاهرة بالكلية، والاتجاه إلى إحدى القرى لينعزل فيها إذا كان لا يُسمع لفتواه، ولكن شعب مصر المقدّر لقيمة العلماء رفض ذلك الأمر، فماذا حدث؟

لقد خرج خلف الشيخ العالم الآلاف من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييدًا له، وإنكارًا على مخالفيه.

ووصلت الأخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب فأسرع بنفسه خلف الشيخ العز بن عبد السلام واسترضاه، فما قبل إلا أن تنفذ فتواه، وقال له: إن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلابد أن يباعوا أولًا، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين فلابد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين!

وافق الملك الصالح أيوب، وتولى الشيخ العزّ بن عبد السلام بنفسه عملية بيع الأمراء حتى لا يحدث نوع من التلاعب، وبدأ يعرض الأمراء واحدًا بعد الآخر في مزاد، ويغالي في ثمنهم، ودخل الشعب في المزاد، حتى إذا ارتفع السعر جدًّا، دفعه الملك الصالح نجم الدين أيوب من ماله الخاص واشترى الأمير، ثم يعتقه بعد ذلك، ووضع المال في بيت مال المسلمين، وهكذا بيع كل الأمراء الذين يتولون أمور الوزارة والإمارة والجيش وغيرها، ومن يومها والشيخ العز بن عبد السلام يعرف بـ«بائع الأمراء!»[6].

يتبدى لنا من هذه القصة، وفي سيرة الشيخ العز بن عبد السلام بصفة عامَّة، قيمة العلم والعلماء في مصر في ذلك الوقت، واحترام الناس لكلمة الشرع، وكل هذا كان له أثر بالغ في تكوين الشعب المصري، وفي استجابته لنصائح العلماء، التي أثرت في حضارة الدولة المملوكية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nareman.ahlamontada.com
 
تركوا أثلاماً ورحلوا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جفرا الثقافية والأدبية :: الفئة الأولى :: المنتدى الرئيسي :: جفرا الإعلامي-
انتقل الى: