في وداع رمضان....
شعر : سعيد يعقوب
رَمَضَانُ لَيْتَكَ مَا عَزَمْتَ رَحِيلا // وَمَكَثْتَ بَيْنَ العَاشِقِينَ طَوَيلا
يَا خَيْرَ شَهْرٍ فِيْ الشُّهُورِ أَمَا تَرَى // دَمْعَ العِبَادِ مِنَ الفِرَاقِ سُيُولا
يَا أَيُّهَا الشَّهْرُ المُبَارَكُ نَحْنُ لَمْ // نَمْلُلْ فَمَا زَالَ الِّلقَاءُ جَمِيلا
مَرَّتْ لَيَالِيكَ الكَرِيمَةُ سَاعَةً // لَمْ نَشْكُ مِنْ تِلْكَ الَّليَالِيْ طُولا
مَا كُنْتَ إِلَّا كَالرَّسُولِ أَتَى لَنَا // بِرِسَالَةٍ يَسْعَى وَقَامَ عَجُولا
مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ أَطَلْتَ إِقَامَةً // وَلَبَثْتَ فِينَا بِالنَدَى مَشْمُولا
مَا كُنْتَ إِلَّا لَحْظَةً مِنْ لَهْفَةٍ // قُضِيَتْ عِنَاقًا وَانْطَوَتْ تَقْبِيلا
كُلُّ الخُطُوبِ تَهُونُ بَعْدَ وُقُوعِهَا // وَفِرَاقُ مَنْ نَهْوَى يَظَلُّ ثَقِيلا
لَا أَوْحَشَ الرَّحْمَنُ يَا رَمَضَانُ مِنْــــ//ــكَ فَأَنْتَ كُنْتَ بِنَا الأَعَزَّ حُلُولا
لَهَفِيْ عَلَى مَا ضَاعَ مِنِّيْ فِيكَ لَمّْـــ//ـمَّا كُنْتُ فِيْ غَيْرِ الهُدَى مَشْغُولا
*****************************************************
طُوبَى لِمَنْ أَحْيَا الَّليَالِيَ طَاعَةً // وَأَطَالَ فِيْ جَوْفِ الدُّجَى التَّرْتِيلا
طُوبَى لِمَنْ زَكَّى وَأَدَّى فَرْضَهُ // أَوْ أَكْثَرَ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْليلا
مَنْ مَدَّ لِلْأَيْتَامِ مِنْ بِرٍّ يَدًا // وَمَشَى إِلَيْهِمْ كَافِلًا وَمُعِيلا
أَوْ غَضَّ طَرْفًا عَنْ مَحَارِمِ غَيْرِهِ // أَوْ كَانَ لِلْرَّحِمِ القَرِيبِ وَصُولا
أَوْ قَالَ حَقًّا أَوْ أَمَاطَ أَذِيَّةً // أَوْ كَانَ لِلْقَوْمِ التُّقَاةِ خَلِيلا
أَوْ كَفَّ عَنْ هُجْرِ الحَدِيثِ لِسَانَهُ // وَكَفَاهُ قَالًا فِيْ الذُّنُوبِ وَقِيلا
لِلْكَاظِمِينَ الغَيْظَ لَمْ يَشْفُوا لَهُمْ // طَلَبَ انْتِقَامٍ فِيْ الصُّدُورِ غَلِيلا
وَلِمَنْ عَفَا عَمَّنْ أَسَاءَ بِحَقِّهِ // يَرجُو بِذَا أَجْرَ الإِلَهِ جَزِيلا
لِلْمُحْتَفِينَ بِلَيْلَةِ القَدْرِ التِيْ // لَيْسَتْ لَهَا تَلْقَى العُيُونُ مَثِيلا
لَوْ كَانَ لِلْأَيَّامِ رَأْسٌ لَمْ تَكُنْ // إِلَّا لِجَبْهَةِ رَأْسِهَا إِكْلِيلا
**************