رأى الأصمعي جارية تحمل رُمَّاناً فوق رأسها في وعاء …..فتسللَ إليها رجلٌ فأخذَ رُمّانة منها خِلسةً وهي لا تشعر،
قال الأصمعي: فتبعتهُ حتى مرَّ الرجل بمسكين فأعطاه الرمّانة!
فقال لهُ : عجباً لك سرقتها .. ظننتك جائعاً ؟!!! أمّا أن تسرقها وتتصدّق بها على مسكين !!! فهذا أعجَب!!!
فقال الرجل : لا يا هذا .. أنا أُتاجِر مع ربي !!!..
فردّ الأصمعي مستنكراً: تُتاجر مع ربك كيف ذلك ؟!
فقال الرجل : سرقتها فكُتِبَت عليَّ سيّئة واحدة .. و تصدّقت بها فكُتِبَت لي عشرُ حسنات .. فبقيَ لي عند ربّي تسعُ حسنات ! فإذاً أنا أتاجِر مع ربي !!!
فقالَ له الأصمعي رحمه الله : سرقتها فكُتِبَت عليكَ سيِّئة ، وتصدَّقْتَ بها ، فلن يقبلها الله منك … لأنَّ الله طيِّب لا يقبل إلا طيِّباً … فأنتَ كمَنْ يغسِل الثوب النجِس بالبَوْل !!!
سبحان الله كم في زماننا من أمثال هذا الرجل …
يفتي لنفسه أو لغيره دون علم
و يجادل بالباطل و هو يظن أنه على الحق .. ويُبرر ويدافع ليُحلِّل لنفسهِ الحرام أو يُوهمها أنّهُ على صواب من أمره ،،،
عافانا الله و إيّاكم من اتّباع الهوى